Contes de fées de Hans Andersen : Première collection
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
Genres
هكذا كانت أجمل المناظر الطبيعية تبدو عليها مثل السبانخ المسلوق، وكان كل الناس يظهرون بشكل فظيع ويبدون كأنهم يقفون على رءوسهم ومن دون أجسام. كانت وجوههم تظهر مشوهة للغاية حتى إنه كان يستعصي التعرف عليهم، وكان من لديه بقعة نمش في وجهه تراها وقد انتشرت فوق أنفه وفمه. وكان الشيطان يرى ذلك ممتعا جدا. أما حين كان يرد على بال أحد الأشخاص فكرة طيبة أو تقية فكانت تبدو في المرآة في شكل تجعيدة، وكم كان الشيطان يضحك حينئذ فرحا باختراعه الخبيث!
كل من ارتاد مدرسة الشيطان - فقد كان لديه مدرسة - كانوا يتحدثون في كل مكان عن العجائب التي رأوها، ويقولون إن الناس أصبح بإمكانهم الآن لأول مرة أن يروا العالم وسكانه على حقيقتهم. وكانوا يحملون المرآة معهم في كل مكان، حتى لم يعد في النهاية مكان أو شخص لم ير من خلال تلك المرآة المشوهة.
كذلك أرادوا أن يطيروا بها إلى السماء ليروا الملائكة، لكنهم كلما كانوا يحلقون عاليا كانت المرآة تصير زلقة أكثر، فكانوا بالكاد يستطيعون الإمساك بها، حتى انسلت من أياديهم أخيرا وسقطت على الأرض، وتحطمت إلى ملايين القطع.
لكن هذا جعل المرآة سببا أكبر في التعاسة عن ذي قبل، فقد كانت بعض القطع لا يتعدى حجمها حبة الرمل، فحملها الهواء إلى كل البلاد في أنحاء العالم. وحين كانت واحدة من هذه الذرات الدقيقة تدخل عين أحد الأشخاص، كانت لا تبرحها، دون أن يعي هو ذلك، فكان من تلك اللحظة يرى كل شيء على نحو خاطئ، ولا يرى إلا الجانب الأسوأ فيما ينظر إليه؛ فحتى أصغر شذرة كانت تحتفظ بنفس القدرة التي كانت لدى المرآة كاملة.
وقد أصيب قليل من الأشخاص بشظية من المرآة في قلوبهم، وهو الأمر الفظيع، إذ صارت قلوبهم باردة وجامدة مثل كتلة جليد. وكانت بعض القطع كبيرة فأمكن استخدامها ألواحا للنوافذ؛ لكن كان من المؤسف بالطبع أن ترى أصدقاءك من خلالها. وصنع من أجزاء أخرى نظارات، فكانت بغيضة؛ إذ من كان يرتديها كان لا يمكنه أن يرى أي شيء على نحو صحيح أو حقيقي. كان الشيطان الشرير يضحك على كل هذا حتى يستلقي على ظهره؛ إذ كان سعيدا لرؤية الأذى الذي كان يرتكبه. ولا يزال عدد من هذه الشظايا الصغيرة من الزجاج يحملها الهواء، وسوف تقرءون الآن ما حدث لواحدة منها.
القصة الثانية
صبي صغير وفتاة صغيرة
في أي بلدة كبيرة مكتظة بالمنازل والناس، ليس هناك فسحة ليكون لدى كل شخص حتى حديقة صغيرة. لذلك يضطر أغلب الناس إلى الاكتفاء بزراعة بعض الزهور في أصص زرع.
في واحدة من هذه البلدات الكبيرة عاش طفلان فقيران كان لديهما حديقة إلى حد ما أكبر وأفضل من بعض من أصص الزرع. لم يكن الاثنان أخا وأختا، لكن كان كل منهما يحب الآخر حبا كاد يماثل حب الأشقاء. كان أهلهما يعيشان في حجرتين علويتين متقابلتين لمنزلين متجاورين كان سطحهما شبه متصل، وكان هناك مزراب يمر بينهما. وكان في كل سطح نافذة صغيرة، بحيث يستطيع أي أحد أن يخطو فوق المزراب ليصل من نافذة إلى الأخرى.
كان لدى أهل كل من هذين الطفلين صندوق خشبي كبير يزرعان فيه الخضراوات من أجل استهلاكها في الطبخ، وكان في كل صندوق أيضا شجيرة ورد صغيرة وارفة على نحو رائع.
Page inconnue