Contes de fées de Hans Andersen : Première collection
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
Genres
قالت السيدة العجوز: «نعم، أذكر جيدا جدا؛ وأذكر كيف روينا الغصينات وكان واحدا منها غصين بيلسان قد ضرب بجذوره في الأرض وأنبت نبتات خضراء، حتى صار مع الزمن الشجرة الكبيرة التي نجلس تحتها نحن الاثنان وقد هرمنا.»
أجابها: «هذا صحيح، وفي ذلك الركن هناك كان يوجد برميل المياه الذي كنت أضع فيه القارب الذي صنعته بنفسي حتى يبحر؛ والذي كان يبحر جيدا. لكنني تعلمت بعد ذلك نوعا مختلفا تماما من الإبحار.»
قالت: «أجل، لكننا ذهبنا إلى المدرسة قبل ذلك، ثم أعدونا لطقس التثبيت الذي يعد علامة على النضوج الروحي. كم بكينا أنا وأنت في ذلك اليوم! لكننا في العصر صعدنا البرج المستدير يدي في يدك ورأينا كوبنهاجن من أعلى وشاهدنا ما وراء البحر؛ ثم ذهبنا إلى فريدريكسبيرج، حيث كان الملك والملكة يبحران في القنوات على متن قاربهما الجميل.»
قال لها البحار العجوز: «لكنني اضطررت إلى الإبحار في رحلة مختلفة تماما في مكان آخر وابتعدت عن الديار لسنوات في رحلات طويلة.»
قالت له: «أوه، أجل، وكنت أبكي كثيرا عليك؛ فقد اعتقدت أنه لا بد أن تكون قد غرقت في أعماق البحر، والأمواج تتلاطم فوقك. وكم من مرة صعدت في الليل لأرى ما إذا كانت دوارة الرياح قد غيرت اتجاهها؛ وقد غيرت اتجاهها كثيرا، لكنك لم تأت. أتذكر جيدا ذلك اليوم حين كانت الأمطار تهطل بغزارة، وجاء جامع القمامة للمنزل الذي كنت أعمل فيه ليأخذ القمامة. فنزلت إليه بالصندوق ووقفت للحظة عند الباب - كم كان الطقس مروعا! - وبينما أنا واقفة جاء ساعي البريد وأحضر لي خطابا منك.
إنني لا أعرف كيف سافر ذلك الخطاب. لقد فتحته وقرأته، وضحكت وبكيت في الوقت نفسه؛ فقد كنت في غاية السعادة. قال الخطاب إنك في بلاد دافئة حيث تنمو حبوب البن، وإنها بلاد في غاية الجمال، ووصف عدة أشياء أخرى رائعة. وبينما أنا واقفة أقرأ بجانب صندوق القمامة، والأمطار تهطل، جاء شخص ما فجأة وأحاط بخصري.»
قال الرجل العجوز: «نعم، فسددت له لكمة قوية في أذنه حتى شعر بطنين فيها.»
فأجابته: «لم أكن أعلم أنه أنت، فقد وصلت بمجرد أن وصل خطابك، وكنت تبدو وسيما جدا، وما زلت كذلك بالطبع. كان في جيبك منديل حرير أصفر كبير وعلى رأسك قبعة لامعة. كنت تبدو في أفضل حال. لكن كم كان الجو فظيعا، وكم بدا الشارع كئيبا!»
سألها: «هل تذكرين بعد ذلك حين تزوجنا، وأنجبنا ابننا الأول، ثم ماري ونيلس وبيتر وهانس كريستيان؟»
فردت عليه: «بالطبع أتذكر، ولقد صاروا جميعا رجالا ونساء محترمين، يحبهم الكل.»
Page inconnue