Contes de fées de Hans Andersen : Première collection
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
Genres
شعرت الدمية ذات الرقبة المصلحة بإثارة بالغة حتى إن الدبابيس التي في رقبتها انفكت، وأعلنت الحصالة أنها لا بد أن تفعل شيئا لأحد الممثلين بما أنهم جميعا أدخلوا عليها بهجة شديدة. لذا فقد قررت أن تذكر أحدهم في وصيتها بحيث يدفن معها في مدفن الأسرة متى حان وقت هذا.
لقد استمتعوا كثيرا بالمسرحية الكوميدية حتى إنهم تراجعوا تماما عن فكرة حفل الشاي ونفذوا فقط اقتراح اللعبة الذهنية، التي كانوا يسمونها تمثيل أدوار الرجال والنساء. ولم يكن في هذا خطأ، فقد كان مجرد لهو. طوال ذلك الوقت كان كل منهم يفكر غالبا في نفسه أو فيما قد يدور بذهن الحصالة. أما الحصالة فكانت تجول بأفكارها في زمن بعيد جدا (كما كانت تعتقد)؛ إذ كانت تفكر في وصيتها، وفي دفنها، ومتى قد يحين كل هذا.
وقد حان أسرع كثيرا مما توقعت؛ فقد سقطت فجأة من أعلى الخزانة، لتهوي على الأرض وتتحطم. قفزت كل البنسات وراحت تتراقص بشكل مرح للغاية. دارت العملات الصغيرة مثل البلابل الدوارة، وتدحرجت العملات الكبيرة بعيدا بقدر ما استطاعت، خاصة قطعة الكرونة الفضية الكبيرة، التي طالما أرادت الخروج إلى العالم، فتحققت أمنيتها وأمنية بقية النقود. أما أجزاء الحصالة فقد ألقيت في صندوق القمامة، وفي اليوم التالي وضعت حصالة جديدة على شكل خنزير على الخزانة، غير أنه لم يكن بداخلها أي نقود بعد، ومن ثم فقد كانت، مثل الحصالة القديمة، لا تعطي صليلا.
كانت هذه هي بدايتها وفي نفس الوقت نهاية قصتنا.
شجرة البيلسان الأم
في يوم من الأيام كان هناك صبي صغير أصابته نوبة برد لأنه خرج من منزله وبل قدميه. لم يستطع أحد معرفة كيف حدث هذا له؛ فالجو كان جافا تماما. وما كان من أمه إلا أن خلعت عنه ملابسه ووضعته في الفراش، ثم جاءت بإبريق الشاي لتعد له كوبا طيبا من شاي زهور البيلسان الذي يعطي شعورا قويا بالدفء.
في تلك الأثناء، زارهم الرجل العجوز الودود الذي يعيش بمفرده في الطابق العلوي من المنزل. لم يكن لدى هذا الرجل زوجة أو ابن، لكنه كان مغرما للغاية بالأطفال ويعرف العديد والعديد من الحكايات والقصص، حتى إنه كان من الممتع أن تستمع له وهو يتكلم. قالت الأم لطفلها: «من الممكن جدا إن شربت الشاي الآن أن تسمع قصة في الوقت نفسه.»
قال الرجل العجوز: «نعم، إن خطرت لي قصة جديدة لأحكيها له.» ثم سأل: «لكن كيف أصاب البلل قدمي الفتى الصغير؟»
أجابته الأم: «أوه، هذا ما لا يسعنا معرفته.»
سأله الصبي: «هل ستحكي لي قصة؟» «نعم، إن استطعت أن تخبرني بالضبط كم يبلغ عمق قناة التصريف التي في الشارع الصغير الذي تسلكه عند ذهابك إلى المدرسة.»
Page inconnue