Contes de fées de Hans Andersen : Première collection
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
Genres
قال السنونو بقلب مثقل: «الوداع، الوداع.» وهو يغادر البلاد الدافئة ليطير عائدا إلى الدنمارك. فلديه هناك عش فوق نافذة منزل يعيش فيه كاتب قصص خيالية. كان السنونو يشدو: «صوصو، صوصو» ومن شدوه عرفنا كل هذه القصة.
قصص الشمس
قال الريح: «سوف أحكي قصة.»
فبادرت الأمطار: «أستميحك عذرا، لكن هذا دوري أنا. ألم تظل تعوي طويلا في الجوار، بأقصى طاقتك؟»
قال الريح: «هل هذا عرفانك لي بالجميل؟ أنا الذي أقلب كل المظلات، بل أكسرها، إكراما لك، حين يحاول الناس تحاشيك بكل ما أوتوا من سبل.»
هنا قالت الشمس: «أنا من سأتحدث. فلتلوذا بالصمت!» وقد تكلمت الشمس بعظمة وجلالة حتى إن الريح البرم خر خاضعا، بينما راحت الأمطار تهزه وهي تضربه، قائلة: «لن نرضى بهذا! إنها دائما ما تقاطعنا، السيدة شمس. دعنا لا نصغي لها؛ فما تقوله لا يستحق الإنصات.» لكن رغم هذا شرعت الشمس في الحديث، وهذا ما قالته: «طارت بجعة جميلة فوق أمواج المحيط المتلاحقة المتلاطمة. كانت كل ريشة من ريشها تلمع كالذهب؛ حين تطايرت واحدة هاوية إلى سفينة تجارية هائلة كانت تبحر مبتعدة، رافعة كل صواريها.
سقطت الريشة على الشعر الأشقر المجعد لشاب، كانت مهمته العناية بالبضائع التي على متن السفينة، فكان يدعى مشرف الشحن. لمست ريشة طائر الحظ السعيد جبهته، وصارت قلما في يده، وجلبت له حظا وافرا حتى إنه سرعان ما صار تاجرا ثريا، وقد بلغ به الثراء أنه اشترى مهاميز ذهبية، وحول صفيحة ذهبية إلى درع رجل نبيل، كانت تعكس ضوئي.» •••
استمرت قائلة: «طارت البجعة مبتعدة، أكثر فأكثر، فوق المرج الأخضر المشمس، حيث كان قد استلقى راعي أغنام صغير، لا يتجاوز عمره سبعة أعوام، في ظل الشجرة العجوز، التي لم يكن هناك غيرها على مرمى البصر.
وبينما هي تحلق قبلت إحدى أوراق الشجرة، فسقطت في يد الصبي لتتحول إلى ثلاث أوراق، ثم عشر، ثم كتاب كامل؛ نعم، وفي الكتاب قرأ عن عجائب الطبيعة كلها، ولغته الأم، وحول الإيمان والمعرفة. وحين خيم الليل وضع الكتاب أسفل الوسادة، حتى لا ينسى ما قرأه.
وقد قاده الكتاب العجيب إلى المدرسة، ثم إلى أماكن شتى، في سعيه لاكتساب المعرفة. وقد قرأت اسمه بين أسماء رجال العلم. •••
Page inconnue