Contes de fées de Hans Andersen : Première collection
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
Genres
دهنت قشرة جوز بألوان جميلة لتكون مهدا لها؛ كانت فرشتها من أوراق زهور البنفسج الزرقاء، والغطاء ورقة وردة. كانت تنام هناك ليلا، أما في النهار فكانت تلهو على الطاولة، حيث وضعت لها زوجة الفلاح صحنا مليئا بالماء.
أحاط بهذا الصحن أكاليل من الزهور وضعت سيقانها في الماء، وطفا فيه ورقة توليب كبيرة لتكون بمثابة قارب للفتاة الصغيرة. لقد كانت تجلس فيها وتجدف من جانب إلى الآخر، بمجدافين صنعا من شعر حصان أبيض. كان منظرا غاية في البهاء. كانت عقلة الإصبع تستطيع أيضا الغناء بصوت غاية في الرقة والعذوبة حتى إنه لم يسمع شبيه لغنائها من قبل قط.
ذات ليلة بينما هي مستلقية في فراشها الجميل، تسللت ضفدعة ضخمة قبيحة مبللة من خلال لوح زجاج مكسور في النافذة، وقفزت مباشرة إلى الطاولة حيث كانت عقلة الإصبع نائمة متلحفة بغطائها من ورقة الورد.
قالت الضفدعة: «يا لها من زوجة صغيرة جميلة لابني!» وحملت قشرة الجوز حيث كانت عقلة الإصبع نائمة، وقفزت بها من النافذة إلى الحديقة.
كانت الضفدعة تعيش مع ابنها في مستنقع على أحد جوانب جدول عريض في الحديقة. وكان الابن أشد قبحا حتى من أمه؛ وحين رأى الفتاة الصغيرة الجميلة في فراشها الأنيق، لم يسعه سوى الصياح: «كرواك، كرواك، كرواك.»
قالت له الضفدعة: «لا ترفع صوتك هكذا وإلا أيقظتها، وساعتها ربما تهرب، فهي خفيفة مثل ريشة البجعة. سوف نضعها على واحدة من أوراق زنابق الماء بالخارج في الجدول؛ ستكون بمثابة جزيرة لها، فهي خفيفة وصغيرة جدا، وحينئذ لن تستطيع الفرار؛ وبينما هي هناك سنسارع ونجهز الحجرة الموجودة أسفل المستنقع، التي ستعيشان فيها حين تتزوجان.»
كان ينمو بعيدا في الجدول عدد من زنابق الماء ذات أوراق خضراء عريضة وقد بدت طافية فوق سطح الماء. بدت أكبر هذه الأوراق أبعد من الباقي، فسبحت إليها الضفدعة العجوز بقشرة الجوز، التي كانت عقلة الإصبع لا تزال نائمة فيها.
استيقظت المخلوقة الضئيلة في وقت مبكر جدا من الصباح وراحت تبكي بمرارة حيت اكتشفت أين كانت، حيث لم تستطع أن ترى سوى الماء يحيط بالورقة الخضراء الكبيرة من كل جانب، ولا سبيل للوصول إلى البر.
في تلك الأثناء، كانت الضفدعة العجوز منهمكة للغاية أسفل المستنقع، تجهز حجرتها بنباتات الأسل والزهور البرية الصفراء، لتجعلها تبدو جميلة من أجل زوجة ابنها الجديدة. ثم خرجت لتسبح مع ابنها الدميم إلى الورقة التي كانت قد وضعت عليها عقلة الإصبع المسكينة. كانت تريد أن تحضر الفراش الجميل حتى تضعه في حجرة العرس ليكون جاهزا من أجلها. انحنت الضفدعة العجوز لها في الماء وقالت: «ها هو ولدي؛ سوف يكون زوجك، وسوف تعيشان معا في سعادة في المستنقع القريب من الجدول.»
هنا لم يستطع ابنها أن يعبر عن نفسه إلا بالصياح: كرواك، كرواك، كرواك. فأخذت الضفدعة الفراش الصغير الأنيق ورحلت به، تاركة عقلة الإصبع وحدها تماما على الورقة الخضراء، حيث جلست وأجهشت بالبكاء. إذ لم تستطع أن تتحمل فكرة العيش مع الضفدعة العجوز والزواج من ابنها القبيح. كانت الأسماك الصغيرة السابحة تحت الماء قد رأت الضفدعة وسمعت ما قالته، فأخرجت رءوسها لأعلى من تحت الماء لترى الفتاة الصغيرة.
Page inconnue