L'histoire telle qu'elle est : Le récit (Principes, secrets et exercices)
الحكاية وما فيها: السرد (مبادئ وأسرار وتمارين)
Genres
كما تتجنب هذه القائمة كثيرا من الكتب الإنجليزية المهمة في فن كتابة السرد، التي نظن أنها لم تترجم بعد؛ وعلى هذا فإن أغلب عناوين هذه القائمة لا يصعب الوصول إلى نسخ منها، سواء أكانت ورقية من خلال المكتبات أو باعة الكتب القديمة، أم نسخة إلكترونية على مواقع الإنترنت المختلفة، كما أن أغلبها خرجت ترجمته العربية في صيغة مفهومة وسلسة، لحسن الحظ.
رسائل إلى روائي شاب «ماريو بارغاس يوسا»
عنون الروائي البيروفي الحائز على نوبل في الأدب، ماريو بارغاس يوسا، كتابه الصغير هذا، على غرار كتاب الشاعر الألماني ريلكه؛ «رسائل إلى شاعر شاب»، وصدرت طبعته الأولى في 1997، لكنها ليست موجهة مثل ريلكه إلى شاعر بعينه، بل إلى كل روائي شاب يطمح لامتلاك أدواته. صدرت الطبعة العربية الأولى عنه في 2005 عن دار المدى، في سوريا، بترجمة صالح علماني، وخلال اثني عشر فصل، يستعرض يوسا أهم محاور عملية الخلق الروائي من وجهة نظره، منطلقا من أهمية الميل الحارق نحو الكتابة، والشغف باستبدال الخيال بوقائع الحياة أو دمجهما معا، ثم ينتقل فيما بعد إلى عناصر مثل: القدرة على الإقناع، ومراعاة المصداقية، والأسلوب، والراوي، والمكان، ومستويات الواقع؛ حريصا في هذا كله على تجنب النصائح الجافة والمشهورة، وضرب الأمثلة التفسيرية من أهم الروايات، ودون أن يتردد أمام الكشف عن اختياراته وتفضيلاته الخاصة. وعلى الرغم مما في هذا الكتاب من آلية تعليمية واضحة، فإنه أبعد ما يكون عن التوجيه المباشر وترديد الإرشادات المحفوظة، حتى عند تناوله جوانب محددة من العملية السردية، مثل الراوي أو المكان، فإنه يسوقها نحو استكشافات جديدة على طريقته الخاصة، مضيفا إلى تلك العناصر ابتكارات لم تطرح من قبل بخصوص اللعبة السردية، من قبيل العلبة الصينية، وكيف تتداخل وتتوالد الحكايات بعضها من بعض على غرار ألف ليلة وليلة، وأيضا لعبة الأواني المستطرقة التي يشرحها باختصار على أنها علاقة بين المشاهد والحالات السردية المختلفة وما ينتج عنها من حالة كلية تتجاوز في تشابكها ما يطرحه كل مشهد على حدة.
وعلى الرغم من كثرة استعانته بالشواهد والأمثلة، لا يغفل يوسا عن التنبيه إلى أن المعين الذي لا ينضب للكاتب الروائي هو الحياة وليس الكتب: «فأصل كل القصص ينبع من تجربة من يبتكرها، والحياة المعيشة هي الينبوع الذي يسقي القصص المتخيلة.» أخيرا، يحتاج هذا الكتاب إلى درجة معقولة من المعرفة بفن الرواية وتقنيات السرد الأولية ، فهو يخاطب احتياجات أرقى لروائيين أكثر طموحا ومكرا، حتى لو كانوا لا يزالون شبابا.
تقنيات كتابة الرواية «نانسي كريس»
الأمريكية نانسي كريس، متخصصة في روايات الفانتازيا والخيال العلمي، وإلى جانب هذا تقدم فصولا تعليمية في الكتابة الإبداعية، ولها أكثر من كتاب حول فن كتابة الرواية، منها «تقنيات كتابة الرواية»، وعنوانه الفرعي: «تقنيات وتمارين لابتكار شخصيات ديناميكية ووجهات نظر ناجحة»، صدر عن الدار العربية للعلوم، ناشرون، عام 2009.
على عكس ما قد يوحي به العنوان الفرعي، فإن فصوله العديدة والغنية بالأمثلة التوضيحية وتمارين الكتابة المحددة لكل تقنية، لا تقتصر على مناقشة الشخصية ووجهة النظر، وإن كان لهما الثقل الأساسي، بل تمتد لتحليل مسائل مثل العواطف والانفعالات وطرق رسمها وإبرازها عبر آليات الحوار والمشهد والتفكير الداخلي للشخصيات؛ غير أن أهم أجزاء الكتاب، في ظني، هو الجزء الأخير الذي تفصل فيه الفروق الدقيقة بين استخدامات أنواع الرواة المختلفين، وخصوصية الضمائر المختلفة في السرد من متكلم ومخاطب وغائب وراو كلي المعرفة، فنادرا ما يوجد كتاب يعرض هذه المسائل ببساطة من غير تعقيد ورطانة كتب النقد المستغلقة غالبا على كثير من الشباب والمبتدئين.
لا نبالغ إذا اعتبرنا هذا الكتاب دليلا إرشاديا مبسطا، من الألف إلى الياء، نحو رسم الشخصية واختيار أنسب وجهات النظر لكل حكاية، حتى مع غلبة طابع الكتابة الدرامية (وربما التجارية) عليه، فيظل من الممكن دائما لكل كاتب أن يستغل الأدوات ذاتها ليصنع بها تحفته الخاصة، ولن يعدم القارئ الفطن عشرات النصائح الذكية المبثوثة في صفحات الكتاب، من قبيل: «إن عليك أن تتعلم أن تكون ثلاثة أشخاص في وقت واحد: الكاتب، والشخصية، والقارئ.» وعشرات من تمارين الكتابة المفيدة والهادفة لتمتين تقنيات وأدوات بعينها، مثل: «ابتكر شخصية كوميدية. أعطها مهنة وهدفا وشخصية. اكتب مشهدا قصيرا تتجادل فيه مع شخصية أخرى. اختر موضوعا غير منطقي تتجادلان حوله وبالغ فيه. هل تجد فيه بداية لرواية ترغب بكتابتها؟»
الرواية اليوم «مالكوم برادبري»
برادبري أكاديمي في اللغة والأدب، إلى جانب إنتاجه الروائي، مثل: «الاتجاه غربا» و«الرجل التاريخي»، وضع أكثر من مؤلف حول فن الرواية مثل «مقالات عن الحالة الروائية»، وأيضا هذا الكتاب الذي صدر عام 1978، وترجمه إلى العربية أحمد عمر شاهين، في 1996، ونشر ضمن سلسلة الألف كتاب الثاني، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. وهو مجموعة مقالات ودراسات لروائيين ونقاد من دول غربية مختلفة، ومن اتجاهات ومدارس متباينة؛ من بينهم: أيريس ميردوخ، وفيليب روث، وميشيل بوتور، وسول بيلو، ودوريس ليسنج، وغيرهم. هو أبعد ما يكون عن شكل الكتاب التعليمي الواضح المباشر، ومع ذلك فهو يرسم صورة جدارية ضخمة وتفصيلية لفن الرواية، في لحظة مهمة، تموج بالتغيرات والوقوف على التخوم بين منجز الحداثة الراسخ والإرهاصات الجسورة لما بعد الحداثة، بين الأدوار الشعبية لهذا الفن وطموحاته الجمالية السامية.
Page inconnue