L'histoire telle qu'elle est : Le récit (Principes, secrets et exercices)
الحكاية وما فيها: السرد (مبادئ وأسرار وتمارين)
Genres
تصحيح
علمونا خطأ أن الشرود عادة غير طيبة، في فصول الدراسة وعند عبور الشارع وربما في كل وقت أو مكان؛ هذا غير صحيح، اكتسب عادة الشرود، كلما استطعت إليه سبيلا، إلا عند ممارستك عملا خطيرا، قد يهدد شرودك في أثنائه حياتك أو حياة آخرين. لكن على وجه العموم، يعد الشرود حديقة تسع جميع أنواع الفراشات التي نبتغيها ونسعى وراءها، ويمكنك اصطيادها جالسا في مكانك، منصتا للضجيج من حولك، مبتسما، ومستسلما لخيالك الذي ينشط في مطاردتها واللحاق بها.
أنت بستاني أفكارك
حلم موجه
في جامعة كولومبيا، قبل عقود عديدة، وفي أحد فصول تدريس الكتابة السردية، كان يجلس صامتا وشارد اللب شاب أسود العينين، لا يبدو عليه الإنصات لما يقال ولا يدون ملاحظات، مكتفيا بالنظر خارج النافذة. ما هو إلا أسبوع واحد بعد انتهاء هذا الفصل الدراسي حتى بدا وكأن هذا الشاب ظهر من العدم، فكتب العديد من القصص التي وجد أغلبها طريقه إلى النشر. ولم يكن هذا الشاب سوى «جي دي سالينجر» صاحب الرواية المدوية «الحارس في حقل الشوفان»، ويبدو أنه كان يهيم في نوع من «أحلام اليقظة الموجهة»؛ فالكتابة وفقا للأرجنتيني «بورخيس»: «ليست إلا حلما موجها.» فكيف توجه حلمك وهو ما زال فكرة في المهد؟
مع الوقت والرعاية
البذرة التي غرستها في خيالك وهمت بها شاردا لأيام أو أسابيع أو ربما شهور، سوف تخرج منها ساق رفيعة للغاية في يومها الأول من الحياة، ساق لا تظن أنها من القوة بحيث يمكنها أن تواجه الحياة وتنجو وتكبر وتزدهر، وتكسوها الأوراق والبراعم، وتستدير في أغصانها البتلات بألوانها وروائحها وعجائبها. لكن، صدق أو لا تصدق، فإن هذا ما سيحدث، فقط لو تعهدتها بالرعاية والمحبة كأي بستاني رقيق القلب.
من أين نبدأ؟
لنفترض أنك الآن قد اصطدت الفراشة؛ أي وضعت يدك على الفكرة التي تود كتابتها، وبعد أن وضعتها جانبا لفترة أخرجتها من بنك الأفكار وقررت أنه قد حان الوقت للعمل عليها، من أين تبدأ؟ ولعلنا نجد جوابا مبدئيا في شرود «سالينجر» مع أحلام يقظته الموجهة؛ ومع ذلك يظل السؤال قائما: ماذا بعد الهيام مع الفكرة وتأملها في خيالاتنا؟
من ناحية يقول البعض: إنه ليس من المهم تحديد من أين نبدأ، لكن المهم أن تبدأ، ولو من أي نقطة. ومع ذلك فهناك دائما بعض الاقتراحات والحلول؛ فإذا كنت قد قمت بصياغة فكرتك في عبارات قليلة، على طريقة ملخصات الأفلام كما تتم كتابتها في الدعاية أو في نشرات المهرجانات السينمائية، يمكنك الآن العودة لهذه السطور المعدودة وتغذيتها تدريجيا، بإعادة كتابتها؛ على طريقة التوسع التدريجي التي ألمحنا إليها في فصل سابق، بعنوان «في مديح الأسئلة الصغيرة».
Page inconnue