Hidayat Raghibin
هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين
Genres
قال عليه السلام في شيء من كلامه وقد أشار إلى فضل الزيدية: لا يعتقدون إمامة من لم تكمل فيه خصال الإمامة بخلاف سواهم ممن يشهد لإمامه بالزور. وهو معتكف على الفجور، بالصوام والقوام ولعله في تلك الحال لا يفرق بين القيام والقعود من السكر، ولا يعتقدون إمامة من يدعي الإمامة حتى يختبروه في كل خصلة من خصال الإمامة، فمتى صحت لهم تابعوه وبايعوه، وقاموا دونه وشايعوه، على ذلك مضى أولهم وتبع آخرهم، فهم سيوف الحق وأنصار أئمة الهدى، لا يقبلون في دين الله الرشا، ولا يبتغون الدين بالدنيا، ورعهم ظاهر، وعلمهم باهر..إلى آخر كلامه عليه السلام في هذا المعنى.
فبهذه الصفات الصالحة والمزايا الراجحة يظهر لك أيها المقلد الطريق الواضحة، وتعرف فضل العترة على غيرهم بالأدلة اللائحة ، فلا ينبغي لعاقل أن يهمل النظر في هذه الأوصاف الحميدة والطرائق السديدة، فإن دينه لا عوض به، ونفسه لا ثمن لها إلا الجنة، والجنة لا يدخلها إلا المتقون، والمتقون لا يكمل لهم التقوى إلا بالتمسك بالعروة الوثقى من عترة محمد المصطفى وعلي المرتضى.
فلينتبه النائم عن نومته، وليستيقظ الوسنان من رقدته، فإن الأمر ليس بالهوينا، ومن وثق بالرائد لم يظما، ومن كذبه لم يجد الماء، وأئمة العترة عليهم السلام رواد الشريعة، وهم إلى الله تعالى أوثق وصلة وذريعة.
Page 150