171

Guidance des Perplexes dans les Réponses aux Juifs et aux Chrétiens

هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

Chercheur

محمد أحمد الحاج

Maison d'édition

دار القلم- دار الشامية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٦هـ - ١٩٩٦م

Lieu d'édition

جدة - السعودية

كِتَابَيِّهِمْ وَأُمِّيِّهِمْ، وَنَصَّ اللَّهُ فِي التَّوْرَاةِ عَلَى أَنَّهُ يُقِيمُهُ لَهُمْ لِئَلَّا يُتَوَهَّمَ أَنَّهُ مُرْسَلٌ إِلَى الْعَرَبِ وَالْأُمِّيِّينَ خَاصَّةً، وَالنَّبِيُّ ﷺ خُصَّ بِالذِّكْرِ لِحَاجَةِ الْمُخَاطَبِ إِلَى ذِكْرِهِ، وَلِئَلَّا يَتَوَهَّمَ السَّامِعُ أَنَّهُ غَيْرُ مُرَادٍ بِاللَّفْظِ الْعَامِ وَلَا دَاخِلٌ فِيهِ، وَلِلتَّنْبِيهِ عَلَى أَنَّ مَا عَدَاهُ أَوْلَى بِحُكْمِهِ وَلِغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْمَقَاصِدِ. فَكَانَ فِي تَعْيِينِ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِزَالَةٌ لِوَهْمِ مَنْ تَوَهَّمَ أَنَّهُ مَبْعُوثٌ إِلَى الْعَرَبِ خَاصَّةً، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ وَهَؤُلَاءِ قَوْمُهُ، وَلَمْ يَنْفِ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ نَذِيرًا لِغَيْرِهِمْ، فَلَوْ أَمْكَنَكَ أَنْ تَذْكُرَ عَنْهُ أَنَّهُ ادَّعَى أَنَّهُ رَسُولٌ إِلَى الْعَرَبِ خَاصَّةً لَكَانَ ذَلِكَ حُجَّةً، فَأَمَّا وَقَدْ نَطَقَ كِتَابُهُ وَعَرَفَ الْخَاصُّ وَالْعَامُ بِأَنَّهُ ادَّعَى أَنَّهُ مُرْسَلٌ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَغَيْرِهِمْ فَلَا حُجَّةَ لَكَ. قَالَ الْيَهُودِيُّ: إِنَّ أَسْلَافَنَا مِنَ الْيَهُودِ كُلَّهُمُ عَلَى أَنَّهُ ادَّعَى ذَلِكَ، وَلَكِنَّ الْعِيسَوِيَّةُ مِنَّا تَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيُّ الْعَرَبِ خَاصَّةً، وَلَسْنَا نَقُولُ بِقَوْلِهِمْ. ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ يَهُودِيٌّ مَعَهُ فَقَالَ: نَحْنُ قَدْ جَرَى شَأْوُنَا عَلَى الْيَهُودِيَّةِ، وَبِاللَّهِ أَدْرِي كَيْفَ أَتَخَلَّصُ مِنْ هَذَا الْعَرَبِيِّ، إِلَّا أَنَّهُ أَقَلُّ مَا يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَأْخُذَ بِهِ أَنْفُسَنَا النَّهْيُ عَنْ ذِكْرِهِ بِسُوءٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَاتِ: حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، ... عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﵄، أَنَّهُ سَأَلَ كَعْبَ الْأَحْبَارِ: كَيْفَ تَجِدُ نَعْتَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي التَّوْرَاةِ؟ قَالَ: نَجِدُهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، مَوْلِدُهُ بِمَكَّةَ، وَمُهَاجَرُهُ إِلَى طَابَةَ، وَيَكُونُ مُلْكُهُ بِالشَّامِ، لَيْسَ بِفَحَّاشٍ وَلَا صَخَّابٍ بِالْأَسْوَاقِ، وَلَا يُكَافِئُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ.... وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ: حَدَّثَنَا

2 / 387