Hidaya Kubra
الهداية الكبرى
Genres
فيقول الحسني خلوا بيني وبين القوم فأنا هل أتيت على هذا حتى أنظر وينظروا فيخرج الحسني من عسكره ويخرج المهدي (عليه السلام) ويقفان بين العسكرين فيقول له الحسني إن كنت مهدي آل محمد فأين هراوة جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخاتمه وبردته ودرعه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه البرقوع وناقته العضباء وبغلته الدلدل وحماره اليعفور ونجيبه البراق وتاجه السني والمصحف الذي جمعه أمير المؤمنين (عليه السلام) بغير تبديل ولا تغيير.
قال المفضل: يا سيدي فهذا كله في السفط قال: يا مفضل وتركات جميع النبيين حتى عصاة آدم وآلة نوح وتركة هود وصالح ومجمع إبراهيم وصاع يوسف ومكائيل شعيب وميراثه وعصا موسى وتابوت الذي فيه بقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة @HAD@ ودرع داود وعصاته وخاتم سليمان وتاجه وإنجيل عيسى وميراث النبيين والمرسلين في ذلك السفط فيقول الحسني هذا بعض ما قد رأيت وأنا أسألك أن تغرس هراوة جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله) في هذا الحجر الصفا وتسأل الله أن ينبتها فيها وهو لا يريد بذلك إلا أن يري أصحابه فضل المهدي إليه التسليم حتى يطيعوه ويبايعوه فيأخذ المهدي الهراوة بيده ويغرسها في الحجر فتنبت فيه وتعلو وتفرغ [تفرع وتورق حتى تظل عسكر المهدي والحسني فيقول الحسني الله أكبر مد يدك يا ابن رسول الله حتى أبايعك فيمد يده فيبايعه ويبايعه سائر عسكر الحسني إلا الأربعة آلاف أصحاب المصاحف والمسوح الشعر المعروفين بالزيدية فيقولون ما هذا إلا سحر عظيم فتختلط العسكران ويقبل المهدي على الطائفة المنحرفة فيعظهم ويدعيهم [يدعوهم ثلاثة أيام فلم يزدادوا إلا طغيانا وكفرا فيأمر بقتلهم كأني أنظر إليهم وقد ذبحوا على مصاحفهم وتمرغوا بدمائهم فيقبل بعض أصحاب المهدي لأخذ تلك المصاحف فيقول لهم المهدي دعوها تكن عليهم حسرة كما بدلوها وغيروها ولم يعملوا بما فيها.
Page 404