Hidaya Kubra
الهداية الكبرى
Genres
(عليه السلام) ومن بعده من الأئمة ورأيت به من الفقه والمعرفة ما أعجبني فدعوته إلى مذهبنا الإمامة فأنكر ذلك وخاصمني فسألت أن يهب لي زادا إلى سامرا وينصرف إلى أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام)، فقال لي: أقضي حقك وأمضي بمسألتك وشخص بعد ما حملته وأنهضته وزودته فأبطأ وتأخر الكتاب ثم آليت أن قدم فدخل علي فأول ما رآني أسبل عينيه بالبكاء، فلما رأيته باكيا، لم أتمالك أن بكيت فدنا مني وقبل يدي ورجلي ثم قال: يا عظيم الناس على أبي محمد الحسن (عليه السلام) نجيتني من النار وأدخلتني الجنة، ثم قال: خرجت من عندك وعزمت على لقاء أبي محمد الحسن (عليه السلام) لأبتليه من مسائل فكان فيما أضمرت من مسألته عن من عرف الجنابة هل تجوز صلاته في ثوب يأخذ ذلك العرق أم لا فصرت إلى سامرا فسمعت يتحدثون ببابه أنه يركب فبادرت وركبت أريد السلطان فجلست في الشارع لا أبرح أو ينصرف فاشتد الحر علي فعدلت إلى باب دار فيه واسع الظن [الظل فجلست فيه فحملني النوم فلم أنتبه إلا بقرعة قد وضعت في كتفي ففتحت عيني فإذا أنا بأبي محمد (عليه السلام) واقف فوثب على قدميه وقال: يا إدريس بن زياد أمان لك فقلت بلى، يا سيدي فقال: إن كان من حلال فحلال وإن كان من حرام فحرام، من غير أن أسأله فلما علم ما أضمرته من مسألتي في عرق الجنابة ولم يعلم به فقلت لا إله إلا الله سبحانه وتعالى فو الله لقد علمت أنه الإمام والحجة فلما جرى ذلك آمنت به وأسلمت
فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
وعنه عن عيسى بن مهدي الجوهري قال: خرجت أنا والحسن بن مسعود والحسين بن إبراهيم وعتاب وطالب ابنا حاتم ومحمد بن سعيد، وأحمد بن الخصيب، وأحمد بن جنان من جنبلا إلى سامرا في سنة سبع وخمسين ومائتين فعدلنا من المدائن إلى كربلاء فرأينا أثر سيدنا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ليلة النصف من شعبان فلقينا إخواننا المجاورين
Page 344