Hidaya Kubra
الهداية الكبرى
Genres
قال فبلغ الخبر إلى علي بن موسى وما صنع بابنه محمد، فقال: الحمد لله، ثم التفت إلى من بحضرته من شيعته فقال لهم: هل علمتم ما قذفت به مارية القبطية؟ وما ادعي عليها في ولادتها إبراهيم بن رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقالوا: يا سيدنا أنت أعلم خبرنا لنعلم، فقال:
إن مارية أهداها المقوقس إلى جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وتحظى بمارية من دونهم وكان معها خادم يقال له جريح وحسن إيمانها وإسلامها، ثم ملكت مارية قلب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فحسدها بعض أزواجه، وأقبلت عائشة وحفصة تشكوان إلى أبويهما ميل رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى مارية وإيثاره إياها عليهما حتى سولت لأبويهما أنفسهما بأن يقذفوا مارية بأنها حملت بإبراهيم من جريح الخادم، وكانوا لا يظنون جريحا خادما فأقبل أبواهما إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وهو جالس في مسجده فجلسا بين يديه، ثم قالا: يا رسول الله ما يحل لنا ولا لشيعتنا أن نكتم عليك ما يظهر من خيانة واقعة بك، قال: ما ذا تقولان؟ قالا: يا رسول الله إن جريحا يأتي من مارية الفاحشة العظمى، وإن حملها من جريح ليس هو منك، فاربد وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعرضت له سهوة لعظيم ما تلقياه به، ثم قال: ويحكما ما تقولان؟ قالا: يا رسول الله إنا خلفنا جريحا ومارية في مسرتها [مشربتها يعتبها في حجرتها ويفاكهها ويلاعبها ويروم منها ما يروم الرجال من النساء فابعث إلى جريح فإنك تجده على هذه الحال فأنفذ فيهما حكم الله وحكمك.
فأتى النبي إلى علي (عليه السلام)، وقال: قم يا أبا الحسن بسيفك ذي الفقار حتى تمضي مسرية [مشربة مارية فإن صادفتها وجريحا كما يصفان فأخمدهما بسيفك ضربا.
وقام علي (عليه السلام) ومسح سيفه وأخذه تحت ثوبه فلما ولى من بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) انثنى إليه فقال يا رسول الله:
Page 297