Hida
الحيدة والاعتذار
Chercheur
علي بن محمد بن ناصر الفقهي
Maison d'édition
مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية
Numéro d'édition
الثانية، 1423هـ/2002م
Genres
وقال الله عز وجل: {وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم} 1 وخلقوا له شركاء الجن، لا معنى له عنده ولا عند من يقول بقوله ومن خالفه ولا عند سائر الناس إلا هذا، فزعم بشر أن الله عز وجل أخبر إنهم يخلقون له شركاء الجن، ثم قال: من قال هذا فهو كافر حلال الدم، وقد كذب في قوله إن معنى وجعلوا وخلقوا، وصدق في قوله إن من قال هذا فهو كافر حلال الدم بقوله وقول الناس جميعا. وقوله عز وجل: {وجعلوا لله شركاء قل سموهم أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول} 2 فزعم بشريا أمير المؤمنين إن معنى، وجعلوا، وخلقوا لله شركاء، لا معنى له عنده ولا عند من قال بقوله ولا من خالفه ولا عند العرب والعجم إلا هذا المعنى فزعم أن الله عز وجل أخبرهم، إنهم خلقوا له شركاء وكذب بشر يا أمير المؤمنين وقال الباطل والزور، ولقد نفى الله تعالى ذلك وأبطله، وأخبر إنه لا يعلم من هذا شيئا وأخبر إن من قال ذلك كافر ضال بقوله: "وجعلوا لله شركاء قل سموهم أم تنبؤونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول.. "
وكما قال: {بل زين للذين كفروا مكرهم وصدوا عن السبيل ومن يضلل الله فما له من هاد} 3 وقال عز وجل: {فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما} 4 لا معنى له عنده ولا عند من قال بقوله وعند الناس جميعا غير هذا، ثم قال: من قال هذا فهو كافر حلال الدم، وكذب في الأول، وصدق في الآخر إنه كافر حلال الدم بإجماع الأمة، وقال عز وجل: {أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم} 5 فزعم بشر إن معنى أم جعلوا، أم خلقوا، لا معنى له عنده وعند من قال بقوله وعند الناس جميعا غير هذا، وزعم أن من قال هذا كافر حلال الدم، وكذب في قوله الأول وصدق في الآخر إنه حلال الدم كافر بإجماع الأمة.، وقال عز وجل: {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ... } 6 فزعم بشر إن معنى قوله، وجعلوا، وخلقوا الملائكة،
Page 65