أما أنا الذي نبهت بطرس كبير تلاميذك وأعدته إلى حظيرتك بعدما جحدك، فصار رأس تلاميذك، وعليه بنيت بيعتك؟
يدعي الإنسان أنه يحب الجمال وهل هناك أجمل مني؟ تاجي عقيقي، ومنقاري زمردي، وثوبي مخطط مقلم لم تلبس عروس أجمل منه فكيف يستحلون ذبحي؟
يقولون: إنهم يحبون الموسيقى، وهل هناك أروع من صوتي في ظلمة الليل. أما أنا الذي أبشرهم بالصباح، والصباح أمل ورجاء؟
أراض أنت أيها الحمل الوديع، عن هذه المجازر التي يستقبلون بها ميلادك كل عام؟
أهكذا يصيب من لا ينسى مواقيت صلاته مرة، فكأنه ناسك. قلت: ناسك، عفوا، فهؤلاء النساك أيضا لا يعفون عن دمي، كأنما عيدك عيد ديوك ودجاج ليس أكثر، وإذا لم يتمتعوا بلحومنا فلا يكون العيد على حقه.
وزاد في طين بلايانا بلة هذا البابا نويل. إنه حيث يمشي تدب الرعبة في قلوبنا فما هذه المساخر يا رب؟! أليس الأفضل والأجدى أن يعملوا عملا واحدا صالحا بدلا من هذه المظاهر التي ليست من العيد في شيء؟
عجيبة هذه البدع، الديوك لعيد ميلادك والبيض لعيد قيامتك، وأنت حمل الله الحامل خطايا العالم، أفلا تلهم هذا العالم أن يكف يده عنا وترتاح أنت من حمل خطايانا؟
يا رب، ما لنا غيرك في ضيقتنا، فاسمع صياحنا واستجب طلباتنا، أفلسنا نحن صنع يديك؟ يقولون: الابن سر أبيه، فكيف خرج هذا الإنسان، المخلوق الذي صنعته على صورتك ومثالك وليس فيه ذرة من حنانك ورحمتك؟!
إنه أناني يستمد أفراحه وملذاته من آلام غيره، فإذا أنت لم تنجدنا ظللنا ضحاياه إلى الأبد. فإليك نتضرع فارحمنا يا رب.
غدا تمتلئ بطون الناس من لحومنا، وتنقطع ترانيمنا التي نسبحك بها كل حين، أفلا ترحم من يمجدك ليلا نهارا؟ وعلى كل حال إن رحمتنا أم لم ترحمنا فنحن لسنا كالبشر الذين يجحدونك في بلاياهم، ولا يذكرونك إلا حين تنعم عليهم.
Page inconnue