فأجابني: ولو! احسبني واحدا من النواب.
لقد صحت في الانقلاب، الذي نتمجد كلما ذكرناه، الكلمة المأثورة: كل شيء يخلق صغيرا ثم يكبر إلا المصيبة فهي تخلق كبيرة وتصغر.
حقا إنه مصيبة. فما وضعت يد على قذر حتى انبرى المكيسون والمليفون والمصوبنون والمعطرون فأخرجوه نظيفا شريفا.
حكي أن قائمقاما أخذ دجاجة محشوة إلى بيته بعد المأدبة التي أقيمت على شرفه، فما قولكم دام فضلكم بقولة البرجاوي: إن زلمة فلان بلع طنبر، وبلع بغل.
رحم الله فؤاد باشا - الدالي فؤاد - الذي قال للسلطان عبد الحميد: إذا كان أبو الهدى يبلع السيف، فوزير الحربية بلع الدارعة.
قرأت أن نائبا قال: إن الشعب لم تعد له ثقة بنوابه، فإذا كان حقا ما يقولون، فلماذا يبقون؟ أليهشم بعضهم بعضا وينشروا الأعراض على صنوبر بيروت؟!
إن صنوبر بيروت لم يعد شيئا يذكر بالنسبة للإذاعة، فغطوا (التنكة) قليلا إذا شئتم أن تنشروا على المسامع مثل هذه الروائح الطيبة.
وعلى من يحترم نفسه من أصحاب الحصانة والمناعة أي النواب المحترمين أن يحضر كل جلسة لأنه يقبض ثمنها. ولا يفلح على الكتفين، فكتف واحدة تكفيه. عليه أن لا يغيب أبدا إلا بعذر، وإلا فليس له أن يطالب سواه من موظفين والنقص فيه. النائب مرآة الشعب والموظفين، فلتكن هذه المرآة نقية. النائب هو الرقيب فعلى عينه ألا تغفل.
ويؤلمني جدا أن أذكر كلمة نطق بها قروي في مجلسي: الإخلاص اللبناني الله يرحمه.
من أين لك هذا؟
Page inconnue