ردد «عمار» الاسم في تساؤل: «حسن التعبان؟»
وكأنه كان ينتظر الرد المتسائل. راح «إبراهيم» يحكي له، بفخر، كيف أنه قد قام بخداع أحد الطلبة الجدد في موسم التسجيل للعام الدراسي السابق، عندما أقنعه بأن استراحة الطالبات هي مكتب العميد، ثم جلس مع شلته يضحكون مع صراخ الفتيات في الداخل، قبل أن يخرج الطالب ممتقع الوجه، بينما أصوات الشتائم واللعنات تنهال عليه من الطالبات في الاستراحة.
ثم أطلق ضحكته المجلجلة، وقال: «المسكين من يومها اتعقد، أطلقنا عليه لقب «حسن التعبان»، وهو ما اشتهر به في الكلية، وظل يلازمه حتى الآن.»
سأله «عمار»: «ولماذا فعلتم هذا؟» - «لأن الجامعة مملة يا صديقي، بعض المرح لن يؤذي أحدا.» - «قلت إنه قد تعقد من الموقف، هذا مؤذ.»
وضعت «ميري» أمامهما كوبي الشاي في صينية فضية صغيرة، وقالت مخاطبة «إبراهيم» وهي تعود لمقعدها بلهجة عربي جوبا المحببة: «لم تبدأ الدراسة بعد؟»
قال «إبراهيم» وعيناه تلاحقان الطالبات اللائي رحن يتدفقن عبر بوابة الجامعة دخولا وخروجا: «ليس بعد، يقولون إنها ستبتدئ الأسبوع القادم؛ لإتاحة الفرصة لتقديم مزيد من الطلاب.» - «يتأخرون دوما، وكل مرة بعذر جديد»، قالت ميري وهي تقوم بتذويب السكر في قهوة أحد الزبائن.
تساءل «عمار»: «هل يفعلون هذا كل عام؟»
قالت «ميري»، وهي تقوم بتحريك الصينية النحاسية الصغيرة بحركات سريعة؛ لإشعال الجمر: «كل عام، وكثيرا ما تتوقف الدراسة في الكلية عند حدوث الاضطرابات والاعتصامات السياسية.»
قال «إبراهيم»: «لقد أوقفوا الدراسة لمدة شهرين في العام السابق؛ لأن أحد الأساتذة منع طالبا من دخول امتحان منتصف العام، وقد تضامن معه طلاب الدفعة، وأضربوا كلهم عن الجلوس للامتحان.»
قالت «ميري»: «الله يحلكم بالسلامة يا أولادي.»
Page inconnue