سألتها بأدب عن المكان الذي كانت ستقيم فيه، فأجابت قائلة: «أوه، إنه قبالة الساحل.»
قالت ذلك وكأن هذه إجابة وافية لسؤالي.
وأردفت قائلة: «حيث تعيش صديقة قديمة لي.»
بالتأكيد، قد يكون ذلك صحيحا. «لقد بعثت لي رسالة بالبريد الإلكتروني، وقالت إن ذلك ما يجب أن أفعله. أنا لست مهتمة بالأمر إلى حد ما، لكن ربما علي أن أجرب الذهاب إلى هناك.» «أعتقد أنك لن تعرفي شيئا عن المكان إلا إذا جربت الذهاب إليه.»
شعرت كما لو أنه كان علي أن أضيف شيئا آخر؛ كأن أسأل عن أحوال الطقس هناك، أو شيء آخر يتعلق بالمكان الذي كانت ستذهب إليه، لكن قبل حتى أن أفكر فيما يجب أن أقوله، أطلقت صيحة أو صرخة صغيرة غريبة، ثم وضعت يدها على فمها، وسارت بخطوات شديدة الحذر نحو نافذتي.
قالت: «سر بهدوء، بهدوء. انظر، انظر هناك.»
كانت تضحك بلا صوت تقريبا، ضحكة قد توحي حتى بأنها كانت تتألم، وأشارت إلي بيدها من خلف ظهرها بينما كنت أنهض من مكاني حتى أتحلى بالهدوء.
كان يوجد بالفناء الخلفي لمنزلي حوض للطيور، ولقد وضعته منذ سنوات حتى تتمكن أمي من مشاهدة الطيور. كانت مولعة جدا بها، وكان بمقدورها التعرف عليها من خلال أصواتها وأشكالها كذلك. كنت قد أهملته لفترة، لكني ملأته بالماء هذا الصباح.
والآن ماذا حدث؟
امتلأ بالطيور، طيور ذات لونين أبيض وأسود تندفع نحوه كالعاصفة.
Page inconnue