قال: «نورث فانكوفر.» لا بد أنها قالت له ذلك. «أهذا صحيح؟ وسنستكمل بعد ذلك حتى نصل إلى جسر ليونز جيت.»
تمنت ألا يسألها عن سبب حضورها الحفلة؛ فإن كان عليها أن تقول له إنها شاعرة، كان سينظر إلى موقفها الحالي وإلى تجاوزها على أنه نموذج لتصرفات الشعراء. لم يكن الظلام قد حل بعد، لكن كان وقت المساء قد حل. بدا أنهما كانا يسيران في الاتجاه الصحيح، مارين بجوار مسطح مائي قبل أن يصعدا عبر جسر؛ جسر بوراد ستريت. ثم استكملا السير وسط زحام مروري أكبر، وكانت تفتح عينيها لتحدق في الأشجار التي يمران بها في طريقهما، ثم تعود لتغلقهما ثانية دون هدف. أدركت حينما توقفت السيارة أنهما قد وصلا إلى المنزل؛ منزلها.
كانت تظللهما الأشجار ذات الأوراق الضخمة التي تحجب رؤية النجوم، لكن بعضها كان يلمع فوق صفحة الماء ممتزجا بأضواء المدينة.
قال: «اهدئي وفكري بالأمر.»
تعجبت للكلمة. «فكري بالأمر.» «كيف ستسيرين حتى تصلي إلى المنزل، على سبيل المثال؟ هل تستطيعين القيام بذلك بهدوء ورزانة؟ لا تبالغي في فعلك. يجب أن تكترثي لذلك. أعتقد أنك متزوجة.» «علي أن أشكرك أولا لاصطحابي إلى المنزل؛ لذا عليك أن تخبرني باسمك.»
قال لها إنه قد أخبرها بالفعل باسمه، وربما فعل هذا مرتين، وإنه لا بأس من إعادته ثانية. هاريس بينت، بينت. إنه زوج ابنة أصحاب الحفلة، وابناه كانا من بين القائمين على تقديم المشروبات، ولقد أتى هو وابناه للزيارة من تورونتو. هل كان ذلك كافيا لإرضائها؟ «هل أمهما موجودة؟» «بالطبع، لكنها في المستشفى.» «أنا آسفة.» «لا داعي للأسف. إنه مستشفى رائع لعلاج الاضطرابات العقلية، أو يمكنك القول إنه لعلاج المشكلات العاطفية.»
أسرعت وأخبرته أن زوجها يدعى بيتر، وأنه يعمل مهندسا، وأن لديهما ابنة تدعى كاتي.
قال: «حسنا، هذا شيء لطيف للغاية.» ثم بدأ يتراجع للخلف.
قال لها عند جسر ليونز جيت: «أرجو أن تعذريني فيما كنت سأفعله. كنت أفكر فيما إذا كنت سأقبلك أم لا، ثم قررت ألا أفعل.»
اعتقدت أنه كان يريد أن يقول إن هناك شيئا بشأنها جعلها لا ترقى لأن يقبلها؛ فلقد كبح جماح رغبته فجأة، وانقلبت إلى نوع من الرصانة والتعقل.
Page inconnue