85

Ma vie chère

حياتي العزيزة

Genres

وسأستبدل به تاجا في يوم ما.

هذا ما كان عمي يغنيه، وبكل ما أوتي من حماسة في المساحة التي أتيحت له، ولم يكن بمقدوره أن يستدير ليواجه المذبح، بل كان عليه أن ينظر جانبا نحو الخارج باتجاه أفراد الجوقة الذين كانوا يتحركون. ولم يستطع أن يخفي شعوره بأنه قد حوصر في مكانه. سار كل شيء على ما يرام، ولكن ليس بنفس الصورة التي تخيلها تماما. وحتى بعد أن انتهى الغناء، بقي في مكانه؛ حيث جلس حاشرا نفسه قدر المستطاع في تلك المساحة الضيقة مع أولئك الأشخاص. ربما ظن أنها لن تكون خاتمة مناسبة آنئذ أن ينهض ويعود أدراجه عبر الممر كي ينضم إلينا.

لم تشارك الخالة دون في الغناء لأنها لم تعثر على مكان الترنيمة في كتاب الترانيم؛ يبدو أنها لم تتعقبها بالطريقة التي فعلتها أنا.

أو ربما لمحت أثرا من خيبة أمل على وجه العم جاسبر حتى قبل أن يشعر هو نفسه به.

أو ربما أدركت، ولأول مرة في حياتها، أنها لم تكن تهتم. لم تكن تهتم على الإطلاق. •••

قال القس: «دعونا نصل.»

الكبرياء

هناك بعض الأشخاص الذين لا تسير أمورهم وفق أهوائهم. كيف لي أن أوضح ذلك؟ أعني أنهم هؤلاء الذين قد يكون كل شيء ضدهم - يتعرضون لصدمة تلو الأخرى - وبعدها يسير كل شيء على ما يرام. إنهم هؤلاء الذين يرتكبون الأخطاء في وقت مبكر - على سبيل المثال، يوسخون بناطيلهم في الصف الثاني - وبعدها يستكملون حياتهم في بلدة كبلدتنا حيث لا ينسى بها أي شيء (أي بلدة، أعني أن أي بلدة تكون هكذا)، وينجحون في ذلك، ويظهرون بمظهر الأشخاص الودودين، المرحين الذين يزعمون أنهم لن يرضوا بالعيش في مكان آخر غير هذا، ويعنون ذلك حقا.

أما بالنسبة إلى بعض الأشخاص الآخرين، فالأمر مختلف؛ إنهم لا ينتقلون لأي مكان آخر، لكنك تتمنى لو أنهم فعلوا ذلك، وبمقدورك أن تقول إن هذا من أجل مصلحتهم هم. ومهما كانت الأخطاء التي يقعون فيها حينما يكونون صغارا - والتي لا تكون واضحة بأي حال من الأحوال كخطأ توسيخ بناطيلهم - فإنهم يستمرون في ارتكابها، وباقتدار، بل يبالغون أيضا في ذلك ما دام ثمة احتمال بألا يلاحظها أحد.

لقد تغيرت الأمور بالطبع؛ فأضحى هناك من يقدمون الاستشارات النفسية، وهناك العطف والتفهم. يقال لنا إن الحياة قاسية أكثر بالنسبة إلى البعض. إنه ليس خطأهم، حتى لو كانت الصدمات التي يتعرضون لها وهمية تماما. إن هذه الصدمات يستشعرها بشدة من يتعرض لها ومن لا يتعرض لها على حد سواء، وذلك وفقا للحالة.

Page inconnue