عاد راي إلى المنزل عندما انتهت ورديته الليلية، وقص على إيزابيل ما حدث، ثم خرج مرة أخرى ولم تحاول أن تمنعه. •••
وبعد ساعة، عاد دونما أي نتائج، وذاعت الأخبار بأنه من المحتمل غلق الطرق بسبب هبوب أول عاصفة ثلجية كبيرة في هذا الشتاء.
وبحلول الصباح، كان هذا ما حدث بالفعل؛ فقد أغلقت شوارع البلدة لأول مرة في ذلك العام، وكان الشارع الرئيسي هو الوحيد الذي حاولت جرافات الثلوج أن تبقيه مفتوحا. كانت كل المتاجر تقريبا مغلقة، وقد انقطعت الكهرباء في ذلك الجزء من البلدة الذي تعيش فيه عائلة ليا، ولم يكن ثمة شيء يمكن فعله حيال ذلك مع تحريك الريح الأشجار لأسفل بقوة، حتى بدا الأمر وكأنها كانت تحاول كنس الأرض.
خطرت لشرطي دورية الصباح فكرة لم تدر بخلد راي؛ لقد كان أحد رعايا الكنيسة المتحدة، وكان يعلم، أو زوجته على الأحرى هي التي كانت تعلم، أن ليا تقوم بكي الملابس كل أسبوع لزوجة القس، وقد ذهب هو وراي إلى منزل القس ليريا إن كان هناك أحد يعلم شيئا يمكن أن يفسر اختفاء الفتاة، لكن لم تكن هناك أية معلومات عن ذلك، وبعد أن كان هناك بصيص من أمل، بدا أن عملية البحث أضحت حتى أكثر صعوبة من ذي قبل.
أصاب راي بعض الدهشة من أن الفتاة كانت تمارس عملا آخر ولم تذكر شيئا عنه. وعلى الرغم من ذلك، ومقارنة بعملها في دار عرض الأفلام، فإنه ليس بالعمل الذي يمكنها من التعرف أكثر على العالم الخارجي.
حاول أن ينام في وقت ما بعد الظهيرة، وبالفعل غفا لمدة ساعة أو نحو ذلك. حاولت إيزابيل أن تفتح مجالا للحديث على العشاء، لكن الحوار لم يستمر؛ فكان حديث راي يعود ليدور مرة أخرى حول زيارة القس، وكيف أن زوجته أظهرت تعاونا واهتماما بقدر المستطاع، بيد أن القس لم يتصرف بالطريقة التي قد يتوقعها المرء من رجل في مكانته؛ لقد فتح لهما الباب وأجابهما بنفاد صبر كما لو أنهما قاطعاه وهو يكتب موعظته أو شيئا ما. نادى زوجته وعندما حضرت كان عليها أن تذكره بمن تكون الفتاة، فقالت له: هل تذكر الفتاة التي تأتي لتساعد في أعمال الكي؟ ليا؟ ثم قال إنه يأمل بأن تكون هناك أخبار عنها في القريب العاجل، بينما كان يحاول أن يغلق الباب في وجه الريح.
قالت إيزابيل: «حسنا، ما الذي كان بإمكانه فعله أكثر من ذلك؟ أن يصلي من أجلها؟»
اعتقد راي أن هذا لن يضر في شيء.
قالت إيزابيل: «كان سيسبب هذا الحرج للجميع، ويظهر عدم جدوى ما يقوم به.» ثم أضافت أنه ربما يكون قسا مسايرا للعصر ويميل أكثر للأشياء الرمزية.
كان لا بد من إجراء بعض عمليات البحث، بغض النظر عن حالة الطقس؛ فكان هناك عدد من الأكواخ الخلفية وكذلك إسطبل قديم للخيل لم يستخدم منذ سنوات، يجب اقتحامها وتفتيشها بدقة حيث يحتمل أن تكون قد أوت إلى أي منها. ولكن لم يعلن عن أي نتائج، وأخطرت الإذاعة المحلية بأمر الاختفاء، وقد أذاعت وصفا دقيقا لها.
Page inconnue