قال: «إنك لم تقبلي عرضي. هل جال بخاطرك أنني لم أكن أعني ما أقول؟ إنني دائما أعني ما أقول.»
قلت له إنني لم أرغب في الذهاب إلى البلدة خشية أن أقابل ماري. «لأنني لم أحضر العرض المسرحي الذي قدمته.»
قال: «هذا إذا كنت سترتبين حياتك وفقا لما يناسب ماري.»
كانت قائمة الطعام هي تقريبا نفس القائمة السابقة؛ قطع لحم خنزير، وبطاطس مهروسة، وذرة معلبة بدلا من البازلاء المعلبة. وقد سمح لي هذه المرة أن أساعده في المطبخ، بل طلب مني أيضا أن أعد المائدة.
قال: «بمقدورك أن تعرفي أماكن الأشياء أيضا، وأعتقد أن كل الأشياء تقريبا في أماكنها المنطقية.»
كان هذا يعني أنني يمكنني أن أراه وهو يعد الطعام أمام الموقد. تولد بداخلي تتابع من الحرارة والبرودة وأنا أشاهده وهو يعمل في سلاسة وتركيز ويتحرك بخطوات قليلة ومحددة.
لم نكد نبدأ في تناول الطعام حتى سمعنا قرعا على الباب. نهض من مكانه وجذب مزلاج الباب، فوجدنا ماري تندفع إلى الداخل.
كانت تحمل صندوقا من الكرتون وضعته على المائدة، ثم خلعت معطفها وظهرت في رداء يمزج بين اللونين الأحمر والأصفر.
قالت: «عيد حب سعيد، وإن كان متأخرا. بما أنك لم تأت لحضور العرض، فقد أحضرت أنا العرض إليك. كما أحضرت لك هدية في هذا الصندوق.»
ساعدها توازنها الرائع على أن تقف على قدم واحدة، بينما ركلت إحدى فردتي حذائها العالي الرقبة بالقدم الأخرى، وهكذا فعلت بالفردة الثانية؛ حيث غيرت الوضع ووقفت على القدم الأخرى. ثم أزاحتهما بعيدا عن طريقها وراحت تثب وتدور برشاقة حول المائدة، وتشدو في نفس الوقت بصوت يافع شجي، لكنه مليء بالحيوية، قائلة:
Page inconnue