وغالبا ما يسرع المرء من خطاه عبر تلك الممرات؛ حيث يذكره ذلك الضجيج والتمايل بكيفية ترتيب الأشياء معا وتنظيمها بطريقة يبدو أنه من الممكن في النهاية تغييرها؛ فالتمايل والضجيج هذان يحدثان بصورة متقطعة غير منتظمة ولكنها سريعة.
كان الباب المتواجد في نهاية العربة ثقيلا ويصعب فتحه حتى بالنسبة إلى جريتا، أو يبدو أن الخوف استنفد طاقتها فراحت تدفعه بكتفها بكل قوتها.
وهناك، بين العربات وعلى واحد من تلك الألواح المعدنية التي تصدر ضجيجا باستمرار وجدت كاتي جالسة. كانت عيناها مشدوهتين، وفمها مفتوحا بعض الشيء تشعر بالدهشة والوحدة. لم تكن تبكي على الإطلاق، لكن بمجرد أن رأت أمها شرعت في البكاء.
جذبتها جريتا ورفعتها لتضعها على وركها، واستدارت بصعوبة مواجهة الباب الذي كانت قد فتحته لتوها.
كانت جميع عربات القطار تحمل أسماء لإحياء ذكرى بعض المعارك أو الاستكشافات أو المشاهير الكنديين، وكانت عربتهما تحمل اسم كونوت. إنها لم تكن لتنسى هذا الاسم مطلقا.
لم تصب كاتي بأي أذى على الإطلاق، ولم تشتبك ملابسها كما هو متوقع بالأطراف الحادة المتغيرة للألواح المعدنية.
قالت: «لقد ذهبت لأبحث عنك.»
متى؟ منذ دقيقة فقط؟ أم بعد أن تركتها جريتا مباشرة؟
بالقطع لا، لا بد أن أحدهم كان سيلمحها هناك ويحملها، ثم يذهب ليبلغ عن العثور على طفلة.
كان اليوم مشمسا لكنه ليس دافئا في واقع الأمر، وكانت يدها ووجهها باردين للغاية.
Page inconnue