La Vie de l'Orient
حياة الشرق: دوله وشعوبه وماضيه وحاضره
Genres
إنا نرغب في وجود إدارة في الحجاز تكفل حقوق جميع المسلمين بوجه المساواة، وتضمن راحة الحجاج وتزيل عنهم المظالم كلها.
وكتب ابن سعود يقول في هذا المعنى:
يجب إخلاء الحجاز من أولاد الحسين وانتظار حكم العالم الإسلامي الذي له الحق في أمر الأماكن المقدسة وطريقة إدارتها.
وأخيرا في 16 نوفمبر 1924 أرسل ابن سعود إلى الشريف علي بما يأتي:
أخلوا الحجاز وانتظروا حكم العالم الإسلامي، فإن اختاركم أو اختار غيركم فنحن نقبل حكمه بكل ارتياح.
والعالم الإسلامي كان ضائعا بين جمعية الخلافة في الهند والحزب الوطني في الحجاز وبين سلطان نجد وبين الحسين وأولاده، ولعله - رحمه الله - كان مظلوما.
وقد اتخذ اسم العالم الإسلامي ستارا لكل من أراد الكذب أو الدس أو المخادعة، وكل منهم يعلم أن العالم الإسلامي شيء خيالي، لأنه ليس له قوة مادية تنفذ حكمه أو تحمي ذماره، حتى إن ابن سعود عرض في النهاية أنه يترك الحكم ل «العالم الإسلامي» في اختيار من يتولى الملك في الحجاز! فوارحمتا للعالم الإسلامي والحسين لأنهما كانا ضحية!
سخافة عقل سفير سوري
ولا نغفل من أسباب انقلاب الإنجليز على الحسين غير ما تقدم من أحوال ضعفه وذهاب أهميته وانتهاء الحلفاء من مآربهم؛ سببا مهما جدا وهو أنه في تلك الفترة كان له سفير أهوج في رومة وهو من أسرة سورية في مصر القاهرة قيل إن الحسين منحهم أحد ألقاب الشرف، وكان هذا السفير محبا للفخفخة، وهو على أكبر نصيب من الحماقة والطيش والتسرع في الأمور لأنه لا يعلم من أسرار السياسة شيئا، وناهيك بمن يكون ذا مال وحسب ولقب ويرضى أن يكون ممثلا سياسيا للحسين في عواصم أوروبية ودولها للأسف لا تكترث للحسين ولم ترسل إليه سفيرا!
هذا السفير الأهوج سافر إلى روسيا في سنة 1924 واتصل بحكومة السوفيت وطلب منها تعيين سفير لها في بلاد الحجاز، وادعى أنه هو سفير الحسين إلى حكومة موسكو، فاختار الشيوعيون رجلا مسلما منهم وبعثوه سفيرا إلى مكة، فاجتمع بالمسلمين في المؤتمر الذي عقد سنة 1924 وأخذ يوزع عليهم منشورات شيوعية، فاغتاظ الإنجليز من ذلك أكثر من أي شيء آخر وصمموا على القضاء على الحسين بعد أن ظهر لهم منه هذا الخرق. وربما خدع الحسين وأوهمه سفيره السوري أن استقباله لهذا الروسي الشيوعي المسلم يهدد الإنجليز ويرعبهم ويخيفهم فيرتدعوا ويخشوا عاقبة الاتفاق بين روسيا «والخلافة العربية».
Page inconnue