بدأت أطالع صور الأطفال في الجريدة أو في المجلات عندما تكون فيرن بالقرب مني قائلة: «يا لهم من أطفال رائعين!» ثم أراقبها عن كثب في محاولة لأن استشف شعورا بالندم أو لحظة تغرق فيها في اشتياق أمومي؛ فعلت هذا كما لو أنها يوما ما ستجهش في بكاء حار، وتفرد ذراعيها الخاويتين وتشعر بطعنة في قلبها عندما ترى إعلانا عن بودرة للأطفال أو لحم ناعم مسحوق للأطفال.
بل والأكثر من هذا أن ناعومي قالت إن فيرن فعلت مع السيد تشامبرلين ما يفعله المتزوجون بالضبط.
كان السيد تشامبرلين هو من أتى بفيرن كي تسكن عندنا. فقد استأجرنا البيت من والدته التي تعيش في مستشفى مقاطعة واواناش منذ ثلاث سنوات، وهي كفيفة وطريحة الفراش، وكانت والدة فيرن في المستشفى نفسه، بل إنهما قد تعارفا هناك في الأساس أثناء أحد أيام الزيارة. كانت تعمل وقتها في مكتب بريد مدينة بلو ريفر، وكان السيد تشامبرلين يعمل في محطة إذاعة جوبيلي، وكان يقطن في شقة صغيرة في البناية نفسها؛ إذ كان لا يرغب في تكبد عناء امتلاك بيت. كانت أمي تتحدث عنه بصفته «صديق فيرن» بنبرة توضيحية، كما لو أنها تقصد أن تؤكد على أن كلمة صديق في هذه الحالة لا تعني أكثر من المعنى الذي تحمله.
وقالت: «إنهما يستمتعان بصحبة بعضهما، ولا يلقيان بالا لأي هراء.»
وتقصد بالهراء الرومانسية، الابتذال، الجنس.
أردت أن أرى وقع ما قالته ناعومي على أمي. «قد تكون فيرن والسيد تشامبرلين متزوجين.» «ماذا؟ ماذا تعنين؟ من قال هذا؟» «الكل يعرف هذا.» «أنا لا أعرف بذلك. ولا أحد يعرف ذلك. لم أسمع أحدا يقوله أمامي. إنها ناعومي، تلك هي من قالت هذا، أليس كذلك؟»
لم تكن ناعومي محبوبة في بيتي وما كنت أنا محبوبة في بيتها. فكل منا كانت متهمة بأنها تحمل بذور فساد ما؛ بذور الإلحاد في حالتي، وبذور الانشغال بالجنس في حالة ناعومي. «إنها العقليات القذرة المستشرية في هذه المدينة التي لن تترك أحدا في حاله قط.»
وختمت أمي حديثها مضفية لمحة من المنطق: «إذا لم تكن فيرن دوجرتي امرأة صالحة، فهل كنت تظنين أني سأتركها تعيش في بيتي؟»
ذلك العام - عامنا الأول في المدرسة الثانوية - كنت أنا وناعومي ننخرط في مناقشات شبه يومية عن الجنس، لكننا كنا نستخدم نبرة واحدة في الحديث - ومن ثم كانت هناك مستويات من الصراحة لا نصل إليها قط - وهي نبرة تهكمية ازدرائية وفضولية. قبل عام، كنا نحب أن نتخيل أنفسنا ضحايا للعاطفة، لكننا الآن صرنا متفرجتين، أو على أقصى تقدير مجربتين باردتين ومرحتين. كان معنا كتاب وجدته ناعومي في خزانة ملابس والدتها القديمة، أسفل البطانيات الأكثر أناقة لديها، والتي تحتفظ بها مع كرات النفتالين.
قرأنا بصوت عال: يجب توخي الحذر خلال الاتصال الأولي، وخاصة إذا كان العضو الذكري ذا حجم غير معتاد. وقد يكون استعمال الفازلين فعالا في هذه الحالة.
Page inconnue