فقلت بعد إجالة النظر فيها: نعم.
فعاد يسأل: وكيف تبيح نشر الأخبار المقلقة التي من هذا القبيل؟
قلت: إنها تباح فيما أطلع عليه من الصحف الإنجليزية، ويباح لتلك الصحف ما هو أخطر منها بكثير.
فصاح متهكما: الصحف الإنجليزية؟ ثم أردف قائلا: هل أنت من الحزب الوطني؟
قلت: أنا مصري وطني بطبيعة الحال.
قال: إذا كنت لا تعطف معنا، فلماذا تتولى هذا العمل؟
فأجبته بكلام فحواه أنني لا أفهم المقصود بالعطف معهم، ولكنني لا أبقى في هذا العمل إذا كان يتطلب مني شعورا لا أفهمه، وله أن يتقبل استقالتي مشكورا على قبولها ...
وهكذا عجزت بحمد الله عن مهمة الرقابة بعد أسبوع واحد، وكدت أعجز عنها بعد يومين أو ثلاثة.
المراسلة الحربية
أما المراسلة الحربية، فقد ندبت لها من طريق الكتابة في مجلة المقتطف عن المقارنة بين فلسلفة المعري وفلسفة شوبنهور.
Page inconnue