مورِّق العِجلي، عن عُبادة بن الصامت، قال: لمّا قدِم وفد أياد على النَّبيِّ ﷺ قال: يا معشر وفد إياد، ما فعل قسُّ بن ساعدة الإيادي؟ قالوا: هلَكَ يا رسول الله.
قال: لقد شهدتهُ يومًا بسوق عكاظ على جملٍ أحمر، يتكلَّم بكلامٍ معجبٍ مونقٍ لا أجدني أحفظه.
فقام إليه أعرابيٌّ من أقاصي القوم، فقال: أنا أحفظه يا رسول الله.
قال: فسُرَّ النّبيُّ ﷺ بذلك، قال: كان بسوق عكاظ على جمل أحمر وهو يقول: يا معشر الناس؛ اجتمعوا، فكلُّ مَن ماتَ فَات، وكلُّ شيءٍ آتٍ آت، ليلٌ داج، وسماء ذات أبراج، وبحر فجاج، ونجوم تزهر، وجبال مُرسية، وأنهار مُجرية، إنّ في السماء لخبراٍ، وإنّ في الأرض لعِبراٍ، ما لي أرى الناس يذهبون، ويموتون فلا يرجعون، أرضوا بالإقامة فأقاموا، أم تُرِكوا فناموا،؛ أقسم قسٌّ بالله قَسَمًا لا ريب فيه: أن لله دينًا هو أرضى من دينكم هذا وإن كان فيه بعض الاستطال.
ثم أنشأ يقول "من مجزوء الكامل":
في الذَّاهبين الأَوَّلي ... ن من القرونِ لنا بصائِرْ
لمَّا رأيتُ مواردًا ... للموت ليس لها مصادرْ
1 / 63