وصُدَّت عن الكهّانِ بالغيبِ حِنُّها ... فلا مخبرٌ عنهم بحقٍّ ولا كذِبِ
فيالَ قصيٍّ ارجعوا عن ضلالكم ... وهبّوا إِلى الإِسلامِ والمنزلِ الرّحبِ
فلمّا سمعوا ذلك خلصوا نجيًّا، فقال بعضهم لبعض: تصادقوا، وليتكم بعض على بعض، فقالوا: أجل.
فقال لهم ورقةُ بن نوفل: تعلمون والله ما قومكم على دين، ولقد أخطأوا المَحَجَّةَ، وتكوا دين إبراهيم؛ ما حجر تطيفون به لا يسمع ولا يبصر، ولا ينفع ولا يضرُّ، يا قوم التمسوا لأنفسكم الدين.
قال: فخرجوا عند ذلك يضربون في الأرض، ويسألون عن الحنيفية، دين إبراهيم ﷺ.
وأمّا ورقة بن نوفل فتنصَّرَ، وقرأ الكتب حتى علم علمًا.
وأمّا عثمان بن الحويرث فصار إلى قيصر، فتنصَّرَ، وحسنت منزلته عنده. وأمّا زيد بن عمرو بن نُفيل فأراد الخروج فحبس، ثم إنه خرج بعد ذلك، فضرب في الأرض حتى بلغ الرَّقَّةَ من أرض الجزيرة، فلقي بها راهبًا عالمًا، فأخبره بالذي يطلب.
فقال له الراهبُ: إِنك لتطلب دينًا ما تجد من يحملك عليه، ولكن قد أظلَّك زمان نبيُّ يخرج من بلدك يبعث بدين الحنيفية.
فلما قال له ذلك، رجع يريد مكة، فثارت عليه لخم فقتلوه.
1 / 38