Les épitres des questions et réponses sur divers sujets

Miskawayh d. 421 AH
86

Les épitres des questions et réponses sur divers sujets

الهوامل والشوامل

Chercheur

سيد كسروي

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٢هـ - ٢٠٠١م

Lieu d'édition

بيروت / لبنان

سليمه وانتهك حريمه وَكُنَّا مَعَ ذَلِك ظالمين لَهُ بِأَكْثَرَ مِمَّا ظلم الشَّاعِر النُّفُوس الَّتِي زعم أَن الظُّلم فِي خلقهَا. على أَنا لَو ذَهَبْنَا نحتج لَهُ وَنخرج تَأْوِيله لوجدنا مذهبا وأصبنا مسلكًا وَلَكِن هَذِه الْأَجْوِبَة مبينَة على تحقيقات مغالطة الشُّعَرَاء ومذاهبهم وعاداتهم فِي صناعتهم. ثمَّ أَقُول: إِن الظُّلم الَّذِي ذكرنَا حَقِيقَته يجْرِي مجْرى غَيره من سَائِر الْأَفْعَال فَإِن صدر عَن هَيْئَة نفسانية من غير فكر وَلَا روية سمى خلقا وَكَانَ صَاحبه ظلومًا. وَهَذِه سَبِيل غَيره من الْأَفْعَال المنسوبة إِلَى الْخلق لِأَنَّهَا صادرة عَن هيئات وملكات من غير روية. فَأَما إِذا ظهر الْفِعْل بعد فكر وروية فَلَيْسَ عَن خلق مذمومًا كَانَ أَو مَعْلُوما وَإِذا لم يكن عَن خلق فَكيف يكون عَن خلق. وَإِنَّمَا يسْتَمر الْفَاعِل على فعل مَا بروية مِنْهُ فَتحدث من تِلْكَ الروية الدائمة هَيْئَة تصدر عَنْهَا الْأَفْعَال من بعد بِلَا روية فتسمى تِلْكَ الْهَيْئَة خلقا. فَأَما الشَّيْء الصَّادِر عَن هَذِه الْهَيْئَة فَإِنَّهُ إِن كَانَ عملا بَاقِي الْهَيْئَة والأثر سمى صناعَة واشتق من ذَلِك الْعَمَل اسْم يدل على الملكة الَّتِي صدر عَنْهَا كالنجار والحداد والصائغ وَالْكَاتِب فَإِن هَذِه الْأَعْمَال إِذا صدرت من أَصْحَابهَا بِلَا روية سموا بِهَذِهِ الْأَشْيَاء ووصفوا بِهَذِهِ الصِّفَات. فَأَما إِن تكلّف إِنْسَان اسْتِعْمَال آلَة النجارة والحدادة وَالْكِتَابَة والصياغة فأظهر فعلا يَسِيرا بروية وفكر فعلى سَبِيل حِكَايَة وتكلف فَإِن أحدا لَا يُسمى هَذَا نجارًا وَلَا كَاتبا وَلذَلِك لم والصناعة كلهَا تجْرِي هَذَا المجرى فَهَذِهِ الْأَعْمَال كَمَا نرَاهَا وَالْأَفْعَال أَيْضا الَّتِي لَا تبقي آثارها - جَارِيَة هَذَا المجرى.

1 / 117