274

Les épitres des questions et réponses sur divers sujets

الهوامل والشوامل

Enquêteur

سيد كسروي

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٢هـ - ٢٠٠١م

Lieu d'édition

بيروت / لبنان

(مَسْأَلَة مَا غضب الصَّارِف على المصروف)
هَكَذَا تنشأ هَذِه الْمَسْأَلَة وَصورتهَا أَنَّك تولى إمرة بلد أَو قَضَاء مَدِينَة فَترد الْبَلَد وَبِه أَمِير قبلك صرف بك فتعنف بِهِ وتغضب عَلَيْهِ وتكلح وَجهك فِي وَجهه وَهُوَ مَا أغضبك وَلَا وَمن جنس هَذَا الْغَضَب غضب الجلاد والسياف. الْجَواب: قَالَ أَبُو عَليّ مسكويه ﵀: لما كَانَ الصَّارِف يستشعر من المصروف أَنه يبغضه ويكرهه لَا محَالة وَفِي الطباع أَن يكره الْإِنْسَان من يكرههُ وببغض من يبغضه - عرض هَذَا الْعَارِض لكل صَارف على كل مَصْرُوف. وَرُبمَا انضاف إِلَى ذَلِك أَشْيَاء أخر مِنْهَا أَن المصروف رُبمَا صرف عَن خِيَانَة أَو جِنَايَة كَثِيرَة يعرض فِي مثلهَا الْغَضَب بِالْوَاجِبِ. وَرُبمَا انضاف إِلَى ذَلِك أَن يُؤمر الصَّارِف بِالْقَبْضِ على المصروف وموافقته على جناياته واستصفاء مَاله. وَهَذِه أَشْيَاء تثير الْغَضَب وتزيد فِي مادته لَا سِيمَا والمصروف يحْتَج لنَفسِهِ وَيدْفَع عَنْهَا كل مَا نسب إِلَيْهِ من الْقَبِيح ويدافع عَن مَاله بِمَا أمكنه. فَأَيْنَ يذهب الْغَضَب عَن هَذَا الْمَكَان وَهل هُوَ إِلَّا فِي حَقِيقَة مَوْضِعه الْخَاص بِهِ؟

1 / 305