179

Les épitres des questions et réponses sur divers sujets

الهوامل والشوامل

Enquêteur

سيد كسروي

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٢هـ - ٢٠٠١م

Lieu d'édition

بيروت / لبنان

كَانَ الْحِرْص فِي مُقَابلَة مَا وجد والزهد فِي مُقَابلَة مَا منع وَلِهَذَا مَا صَار الرخيص مرغوبا عَنهُ والغالي مرغوبًا فِيهِ وَلِهَذَا إِذا ركب الْأَمِير لَا يحرص على رُؤْيَته كَمَا يحرص على رُؤْيَة الْخَلِيفَة إِذا برز. الْجَواب: قَالَ أَبُو عَليّ مسكويه ﵀: إِن النَّفس غنية بذاتها مكتفية بِنَفسِهَا غير محتاجة إِلَى شَيْء خَارج عَنْهَا. وَإِنَّمَا عرض لَهَا الْحَاجة والفقر إِلَى مَا هُوَ خَارج مِنْهَا لمقارنتها الهيولى وَذَلِكَ أَن أَمر الهيولى بالضد من أَمر النَّفس فِي الْفقر وَالْحَاجة وَالْإِنْسَان لما كَانَ مركبا مِنْهَا عرض لَهُ التشوف إِلَى تَحْصِيل المعارف والقنيات. أما الْعَارِف والعلوم فَهُوَ يحصلها فِي شَبيه بالخزانة لَهُ يرجع إِلَيْهِ مَتى شَاءَ ويستخرج مِنْهُ مَا أَرَادَ أَعنِي الْقُوَّة الذاكرة الَّتِي تستودع الْأُمُور الَّتِي تستفاد من خَارج أَعنِي من الْعلمَاء والكتب أَو الَّتِي تستثار بالفكر والروية من دَاخل. وَأما القنيات والمحسوسات فَإِنَّهُ مِنْهَا مَا يروم من تِلْكَ الَّتِي تقدم ذكرهَا فَلذَلِك يغلط فِيهَا ويخطىء فِي الاستكثار مِنْهَا إِلَى أَن يتَنَبَّه بالحكمة على مَا يَنْبَغِي أَن يقتني من الْعُلُوم والمحسوسات وَإِنَّمَا حرص على مَا منع لِأَنَّهُ إِنَّمَا يطْلب مَا لَيْسَ عِنْده وَلَا هُوَ مَوْجُود لَهُ فِي خزانته فيتحرك لاقتنائه وتحصيله بِحَسب ميله إِلَى أحد الْأَمريْنِ أَعنِي الْمَعْقُول أَو المحسوس فَإِذا حصله سكن من هَذِه الْجِهَة وَعلم أَنه قد ادخره وَمَتى رَجَعَ إِلَيْهِ وجده إِن كَانَ مِمَّا يبْقى بِالذَّاتِ وتشوف إِلَى جِهَة أُخْرَى

1 / 210