Les épitres des questions et réponses sur divers sujets

Miskawayh d. 421 AH
170

Les épitres des questions et réponses sur divers sujets

الهوامل والشوامل

Chercheur

سيد كسروي

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٢هـ - ٢٠٠١م

Lieu d'édition

بيروت / لبنان

مَكَانَهُ لم يصدر فعله الَّذِي يتم بالفأس كَامِلا وَلم تحصل لَهُ صور المنجور تَاما وَلم يكن ذَلِك لتقصير مِنْهُ بل لفقد الْآلَة - فَكَذَلِك حَال النَّفس إِذا ثارت إِلَى معرفَة ونهضت نَحْو علم ثمَّ لم تَجِد آلَته فَإِنَّهَا حِينَئِذٍ بِمَنْزِلَة النجار الَّذِي ضَرَبْنَاهُ مثلا وَذَلِكَ أَن بعض الْعُلُوم يحْتَاج فِيهِ إِلَى تخيل قوى والتخيل إِنَّمَا يكون باعتدال مَا فِي مزاج بطن الدِّمَاغ الْمُقدم. وَبَعض الْعُلُوم يحْتَاج فِيهِ إِلَى فكر صَحِيح والفكر الصَّحِيح إِنَّمَا يتم باعتدال مَا فِي مزاج بطن الدِّمَاغ الْأَوْسَط. وَبَعض الْعُلُوم يحْتَاج فِيهِ إِلَى حفظ صَحِيح جيد وَالْحِفْظ الْجيد يحصل باعتدال مَا فِي مزاج بطن وَبَعض هَذِه المزاجات يحْتَاج فِي اعتداله الْخَاص فِيهِ إِلَى رُطُوبَة مَا وَبَعضه يحْتَاج فِيهِ إِلَى يبوسة مَا وَكَذَلِكَ الْحَال فِي الكيفيتين الْأُخْرَيَيْنِ. وَلما كَانَت هَذِه الْبُطُون متجاورة أدّى بَعْضهَا إِلَى بعض كيفيتها فَإِن رُطُوبَة أَحدهَا ترطب الآخر بالمجاورة وَإِن كَانَ غير مُحْتَاج إِلَى الرُّطُوبَة فِي اعتداله الْخَاص بِهِ فَلذَلِك قل من يجْتَمع لَهُ الْفَضَائِل الثَّلَاث من صدق التخيل وَصِحَّة الْفِكر وجودة الْحِفْظ. وَإِذا غلب أحد هَذِه كَانَت سهولة الْعلم الْمُوَافق لذَلِك المزاج على الْإِنْسَان بِحَسب مَا ركب فِيهِ وَأعْطى الْقُدْرَة عَلَيْهِ. وَمن فقد الِاعْتِدَال فِيهَا كلهَا فقد الِانْتِفَاع بالعلوم أجمعها. وَرُبمَا حصلت الْفَضَائِل فِي التَّرْكِيب من صِحَة المزاج ثمَّ أهمل صَاحبهَا نَفسه بِمَنْزِلَة النجار الَّذِي يجد الْآلَة ثمَّ لَا يستعملها كسلًا وميلًا إِلَى الرَّاحَة والهوينا وشغلًا باللعب والعبث فَهَذَا هُوَ المذموم المضيع حَظه الَّذِي خسر نَفسه قَالَ الله تَعَالَى فِيهِ [اي] ﴿قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ

1 / 201