130

Les épitres des questions et réponses sur divers sujets

الهوامل والشوامل

Enquêteur

سيد كسروي

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٢هـ - ٢٠٠١م

Lieu d'édition

بيروت / لبنان

هُوَ عَام لَهَا - ثمَّ لَا يزَال يتَخَلَّص لَهَا بِصُورَة بعد صُورَة حَتَّى ترَاهُ صَرِيحًا بَينا فَإِن اتّفق أَن ترى من الشَّيْء رسمه احْتِيجَ فِيمَا ترَاهُ إِلَى تَأْوِيل وَعبارَة وَإِن رَأَتْهُ مكشوفًا مُصَرحًا كَانَت الرُّؤْيَا غير محتاجة إِلَى التَّفْسِير بل يكون الشَّيْء بِعَيْنِه الَّذِي رَأَتْهُ فِي النّوم هُوَ الَّذِي ستراه فِي الْيَقَظَة. وَهَذَا هُوَ الْقسم الَّذِي لَهَا بِحَسب نظرها السَّرِيع الشريف الَّذِي من أفقها الْأَعْلَى وَبِه تكون الإنذارات والرؤيا الصادقة الَّتِي هِيَ جُزْء من النُّبُوَّة. فَأَما الْقسم الآخر الَّذِي لَهَا بِحَسب نظرها الأدون من أفقها الْأَسْفَل فَإِنَّهَا تتصفح الْأَشْيَاء المخزونة عِنْدهَا من الصُّور الحسية الَّتِي إِنَّمَا استقتها من المبصرات والمسموعات بالحواس وَهِي منثورة لَا نظام لَهَا وَلَا فِيهَا إنذار بِشَيْء وَرُبمَا ركبت هَذِه الصُّور تركيبًا عبثيًا كَمَا يَفْعَله الساهي أَو العابث من أَفعَال لَا يقْصد بهَا غَرضا كالولع بالأطراف وَبِمَا يَليهَا من الْأَشْيَاء وَلَا فَائِدَة لَهُ فِيهَا. وَهَذِه الرؤى لَا تتأول وَإِنَّمَا هِيَ الأضغاث الَّتِي سَمِعت بهَا.
(مَسْأَلَة مَا الرُّؤْيَا فقد جلّ الْخطب فِيهَا وَهِي جُزْء من أَجزَاء النُّبُوَّة)
وَمَا الَّذِي يرى وَمَا يرى وَمَا الَّذِي يرى مَا يرى النَّفس أم الطبيعة أم الْإِنْسَان وأكره أَن أرقى إِلَى الْبَحْث عَن النَّفس وَتَحْقِيق شَأْنهَا وَمَا قَالَ الْأَولونَ وَالْآخرُونَ فِيهَا. وَإِذا كَانَ هَذَا معجزًا وَعَن الطَّاقَة بارزًا فَمَا ظَنك بالبحث عَن الْعقل وأفقه أَعلَى وعالمه أشرف وآثاره ألأطف وميزانه أَشد اتِّصَالًا وبرهانه أبعد مجالًا وشعاعه أقوى سُلْطَانا وفوائده أَكثر عيَانًا.

1 / 161