ما خصم سنة خير الرسل غيركم ... شوهتموها(3) وأنتم ذروة الحلب وروى أن بعض من كان له فراسة من السلاطين أراد أن يطلع وزيرا له على علماء زمانه وتعصبهم لأسلافهم، فأحضر العلماء وقال: إن قوما ينسبون إلى الله تعالى كذا وذكر شيئا من صفات المناقص تعالى الله عنها علوا كبيرا، قالوا: قد كان ذلك، ولم يغضبوا ولا تبين فيهم شيء من آثر الغضب، ثم قال: إن قوما آخرين ينسبون إلى الله تعالى كذا وذكر شيئا من صفات المناقص أيضا، فأجابوه بجواب كالأول، فقال: إن قوما يشتمون أبا بكر وعمر فتنفخت أوداجهم واحمرت عيونهم، وغضبوا غضبا شديدا، وقالوا: نقتل من سب أبا بكر وعمر، وهذا شامل للملل والمذاهب أعني الغضب للأسلاف أكثر من الغضب لله تعالى إلا من عصم الله سبحانه.
Page 63