وأما مصنف (الإرشاد) فهو الفقيه الزاهد العلامة إنسان عين الشيعة فخر الدين عبد الله بن زيد العنسي(1) رحمه الله تعالى، قال في (إرشاده) ما لفظه: وأعظم هذه الفرق الضالة كلها ضررا على الإسلام، وأكثرها نكاية فيهم هم الباطنية، فإن مضمون مذهبهم ومعظم هممهم ومقصدهم إبطال الإسلام وهدم أركان الملة المحمدية -حماها الله تعالى- وقد دخلوا في الإمامية، والصوفية، حتى أخرجوا من دخلوا فيه عن الإسلام جملة، لأن أصل تأسيس مذهبهم من قوم أولاد المجوس، وبقايا من الجرمية ممن في قلوبهم عداوة وطعن للإسلام(2)، فلما عرفوا أن الإسلام لا تفل شوكته بالمحاربة عدلوا إلى المقاربة بالخديعة إلى من ينخدع من ضعفاء أهل القبلة وأكثرهم إنخداعا من ذكرنا من الفريقين وبخدعهم يأتون كل من يستدعونه بما يوافقه في الظاهر حتى يسلخونه عن(3) مذهبه. إلى آخر كلامه رحمه الله تعالى.
قلت وبالله التوفيق: وهذا ما وعدتك به من أنهم باطنية وأن أصل مذهبهم دين المجوس.
Page 61