وكان لمرضه في كل آن اشتداد، وفي كل زمان امتداد، وأواه جمع من الأطباء رجاء حصول البرء والشفا، فلم ينفعه دواء ولا طبيب، وعجز عن الدواء عقل اللبيب، فعلم بانقطاع حياته وتيقن بقرب وفاته، وكان رحمه الله تعالى يبكي في المرض، كثير البكاء، ويقول: ليس عندي زاد السفر لدار(1) البقاء، فلما جاء شهر شعبان، الذي شرفه حبيب الرحمن، شرع في الوصايا وكلمات الوداع، وأكثر في دعاء حسن الخاتمة والفلاح، فودع يوما صاحبه في السفر والحضر أرشد تلامذته، المبرئ من كل شين، المولوي خادم حسين العظيم آبادي(2) رحمه الله ذو الأيادي، وبكى وأبكى، وأنشد:
وكنا كندماني جذيمة حقبة
من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأنى ومالكا(3)
Page 40