Hashiyat Tartib
حاشية الترتيب لأبي ستة
قوله: »فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء«. قال معاذ: "فأخر الصلاة يوما ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا" إلخ، كان المراد بقوله أولا: يجمع بين الظهر والعصر جمع التقديم، وبقوله ثانيا: فأخر الصلاة إلى قوله: جميعا جمع التأخير، فيستفاد من الحديث جواز جمع التقديم والتأخير، والله أعلم.
قوله: »صلى في حجة الوداع المغرب والعشاء بالمزدلفة جميعا«. قال في القواعد: "وأجمع العلماء على أن السنة فيها أن يجمع بين المغرب والعشاء إلا ما روي عن أبي عبيدة مسلم رحمه الله أنه قال: "يستحب بعد المغرب ركعتان خفيفتان".
واختلفوا فيمن صلاهما: قيل: أن يأتي جمعا، قال قوم: لا إعادة عليه وبه قال بعض علمائنا رحمهم الله، إلى أن قال: وقال آخرون: لا تصلى إلا بجمع إلخ، يعني ما لم يخف طلوع الفجر.
واعلم أنه لا يلزمه دم في ترك هذه السنة، قال في الإيضاح: "وإن ترك الجمع فيها وصلى كل صلاة في وقتها فقد أخطأ ولا شيء عليه، وقال في محل آخر: وإن صلى المغرب قبل أن يأتي المزدلفة وهو لا يخاف طلوع الفجر قال بعضهم: لم تجزه صلاته، واستدل له بحديث أسامة حيث قال للنبي صلى الله عليه وسلم حين دفع من عرفات الصلاة فقال له عليه السلام: الصلاة أمامك بجمع، ثم قال: وقال بعضهم: إن صلاها أجزأته ويكره له ذلك" إلخ.
ويؤخذ من كلامهم رحمهم الله أن من خصوصيات هذا الموضع وهذه الليلة جواز تأخير الصلاة عن وقتها المختار عمدا، ويحرم عليه أو يكره إذا لم يبلغ المزدلفة أداؤها في وقتها ما لم يخف طلوع الفجر وهذا مما يلغز به.
<1/303> لكن في بعض أثر أصحابنا تفصيلا يخالف ما تقدم حيث قال:
Page 297