Hashiyat Tartib
حاشية الترتيب لأبي ستة
قال العلماء: وقوله: "حمدني عبدي ومجدني وأثنى علي" إنما قاله لأن التحميد والثناء بجميع الفعال، والتمجيد الثناء بصفات الجلال، ويقال: أثنى عليه في ذلك كله، ولهذا جاء جوابا للرحمن الرحيم، لاشتمال اللفظين على الصفات الذاتية والفعلية، وفي بعض روايات مسلم وربما قال: "فوض إلي عبدي" ووجه مطابقة هذا القول: { مالك يوم الدين } أن الله تعالى منفرد بالملك ذلك اليوم، وبجزاء العباد وبحسابهم والدين الحساب، وقيل: الجزاء ولا دعوى لأحد ذلك اليوم لا حقيقة ولا مجازا، وأما في الدنيا فلبعض العباد ملك مجازي، ويدعي بعضهم دعوى باطلة، وكل هذا منقطع في ذلك اليوم، هذا معناه، وإلا فالله سبحانه وتعالى هو المالك والملك على الحقيقة في الدارين وما فيهما ومن فيهما، وكل من سواه مربوب له عبد مسخر، ثم في هذا الاعتراف من التعظيم والتمجيد وتفويض الأمر ما لا يخفى.
وقوله سبحانه وتعالى: »فإذا قال العبد: { اهدنا الصراط المستقيم } إلى آخر السورة، قال الله: هذا لعبدي«. وفي رواية: "هؤلاء لعبدي"، في هذه الرواية دليل على أن { اهدنا } وما بعدها إلى آخر السورة ثلاث آيات لا آيتان.
<1/256> وفي المسألة خلاف مبني على أن البسملة من الفاتحة أم لا؟ ومذهبنا ومذهب الأكثرين أنها آية منها، وأن { اهدنا } وما بعدها آيتان، ومذهب مالك وغيره ممن يقول: إنها ليست من الفاتحة أن { اهدنا } وما بعدها ثلاث آيات. وللأكثرين أن يقولوا: قوله، "هؤلاء” المراد به الكلمات لا الآيات، فهذا أحسن من أن الجمع محمول على الاثنين، لأن هذا مجاز عند الأكثرين، فيحتاج إلى دليل على صرفه من الحقيقة إلى المجاز". انتهى من الدميري. انتهى كلام العلقمي.
قوله: »فقالوا: بلى«. المناسب: "فقالوا: نعم"، لأنها هي التي تكون إعلاما للمستخبر، وأما بلى فهي رد للنفي كما هو معلوم.
Page 243