224

============================================================

رإن) و (أن)، ومعناهما التوكيد؛ تقول: زيد قائم، ثم تدخل (إن) لتأكيد الخبر وتقريره فتقول: (إن زيدا قائم)، وكذلك (أن)، إلا أنها لابد أن يسبقها كلام؛ كقولك: بلغني أو أعجبني، ونحو ذلك.

و(لكن)، ومعناها الإستدراك؛ وهو: تعقيب الكلام برفع ما يوهم ثبوته أو نفيه، يقال: (زيد عالم)، فيوهم ذلك أنه صالح؛ فتقول: (لكنه فاسق)، وتقول: (ما زيد شجاع)، فيوهم ذلك أنه ليس بكريم؛ فتقول: (لكنه كريم).

و(كأن) للتشبيه؛ كقولك: (كأن زيدا أسد)، أو الظن؛ كقولك: (كأن زيدا كاذب) .

نار كذا في التوضيح وشرحه (قوله ومعناهما التاكيد) أي: تأكيد النسبة بين الجزئين إيجابا أو سلبا وإن كان الغالب هو الأول ونفي الشك والإنكار والأول مجردا إن لم يكن هناك تردد. والثاني: أن كان ولو حكما. والثالث إن كان إنكار كذلك. والتأكيد في الثالث: واجب، وفي الثاني مستحسن وفي غيرهما لا ولا (قوله لابد أن يسبقها كلام كقولك بلغني إلخ) فيه مسامحة؛ لأن الفعل والمفعول ليسا بكلام كما لا يخفى فالأولى أن يقول أن يسبقها مقتضى كبلغني أنك قائم، وإلا فاعلموا أنا وأنتم، بغاة ما بقينا في شقاق، وذلك بأن الله هو الحق (قوله لكن) هي عند البصريين بسيطة وهو الصحيح، وذهب الكوفيون إلى أنها مركبة من لا وأن والكاف زائدة بينهما لا للتشبيه وكسرت اتباعا للهمزة وحذفت الهمزة تخفيفا بعد نقل حركتها ولا يخفى ما فيه (قوله ومعناها الاستدراك) أي: التدارك غالبا وقد تأتي للتأكيد كما قاله صاحب البسيط وجماعة نحو: لو جاءني لأكرمته لكته لم يجيء، فأكدت بلكن ما أفادته لو من الامتناع الذي هو معناها المشهور عند النحويين (قوله فيوهم ذلك أنه صالح) لأن العلم يصحبه الصلاح غالبا، أنما العلم كلحم ودم، ما حواه جسد إلا اصطلح. (قوله فيوهم أنه ليس بكريم لأن من شيمة الشجاع الكرم إذ الجود بالمال دون الجود بالروح وقد نفيت الشجاعة (قوله وكان للتشبيه) قيده في التوضيح بالمؤكد بناء على أن كأن مركبة من الكاف التشبيهية وأن التوكيدية، فأصل كان زيدا أسد إن زيدأ كالأسد فقدمت الكاف على إن ليدل الكلام على التشبيه من أول وهلة، 282)

Page 282