201

============================================================

الرابعة: بعد واو المصاحبة الصريحة؛ كقولهم: (كل رجل وضيعثه)؛ أي: كل رجل مع ضيعته مقرونان،00000.

يكون الأمير فيه خطيبا إذا كان قائما (قوله والرابع بعد واو المصاحبة) جعل الشيخ الرضي حذف الخبر هنا غالبا وجعل الكوفيون الواو بمعنى مع خبرا فالرفع عندهم منتقل من الواو إلى مدخوله. وفيه مع كونه تكلفا إن مع إذا وقع خبرا لا يستحق الرفع لفظا حتى ينتقل إلى ما بعده بل يكون منصوبا (قوله الصريحة) أي: في المصاحبة بأن تكون نصا فيها فإذا قلت: زيد وعمرو وأردت الإخبار باقترانهما جاز حذف الخبر اعتمادا على فهم معنى الاقتران من الاقتصار على ذكر المتعاطفين وجاز ذكره لعدم التنصيض، ومنه وكل امرء والموت يلتقيان.

وقال الكوفيون: هو ضرورة. وقال اللقاني: الواو فيه لمجرد الجمع في الحكم لا للمعية بل هي فيه من خصوص مادة الخبر؛ لأن التي للمعية يصح الاكتفاء بها في إفادة المعية ولو قيل: كل امرء والموت أي: معه لم يكن صادقا (قوله وضيعته) قيل الضيعة في اللغة العقار التي هي الأرض والنخل والمتاع وهي ههنا كناية عن منفعتها (قوله مع ضيعته) فإن قلت : لا يجوز رجوع الضمير في ضيعته إلى كل إذ لا معنى لاقتران ضيعة كل رجل مع كل رجل؛ إذ يلزم منه اقتران ضيعة زيد مثلا بعمرو وبكر وبشر إلى غير ذلك وهو ظاهر الفساد. ولا إلى الرجل؛ لأنه ليس مقصودا أجيب(1) بأن المقصود واضح فإن المعنى كل رجل مع ضيعة ذلك الرجل أي: نفسه مقرونان، أو هو راجع إلى كل رجل لكن لما ناب عن أفراد متعددة ناب ضميره لكونه عينه عن ضمائر متكثرة تعود بكل اعتبار إلى رجل ما فكأنه قيل زيد وضيعته وعمرو وضيعته وهكذا (قوله مقرونان) وبعضهم يقول آي: كل رجل مقرون مع ضيعته فيقدر الخبر(2) مفردا. واعترض على تقديره مثنى بأن محله حينثذ بعد المعطوف، وليس بعده ما يسد مسده ولا يجوز أن يجعل المعطوف سادا؛ لأنه من تتمة المبتدأ.

وأجيب: بأنه لهذا الخبر حيثيتين حيثية كونه خبرا عن رجل، وحيثية كونه خبرا عن ضيعة فهو من حيث أنه خبر عن رجل جاز أن يقال وضيعته ساد مسده ويكفى في النيابة حيثية واحدة (1) وقيل إن التقدير مقرون هو وضيعته. منه.

(2) ولم ينتصب ضيعته على هذا التقدير؛ لآن المفعول معه لا بد له من فعل غير مدلول عليه بالوار. منه:.

(292)

Page 252