44

حاشية ابن حجر الهيتمي على الإيضاح في مناسك الحج

حاشية ابن حجر الهيتمي على الإيضاح في مناسك الحج

Maison d'édition

المكتبة السلفية ودار الحديث

Lieu d'édition

بيروت

( الرابعة عشرة) يستَحَبُّ إذا أرادَ الْخُروجَ منْ مَنْزِله أنْ يُصَلَى رَكْعتيْن يَقْرَأ فى الأولَى بَعْدَ الْفَائِحَةَ قَلْ يَأَيهِا الْكَافِرُون وفى الثَّانيةِ قَلْ هُوَّ الَلهُ أَحَدٌ فَفى الحديث عَنِ النَّبِيِّ ﷺ : مَا خَلَف أَحَدٌ عنْد أَهْلِه أفضل منْ رَكْعتَيْنِ يَرْكَعهُما عنْدُهمْ حين يُريدُ السَّفَرِ. وَيُسْتَحِبُّ أنْ يَقْرِأ بعدَ سَلَامِهِ آيَةَ الْكُرْسيِّ ولإِيلَاف قرِيْشٍ فَقَدْ جَاءَ فيهما آثارٌ للَّسف مع ما علمَ من بركِة القُرآنَِ فِى كُلِّ شَىْء وكل وَقْتٍ. ومَنَ الآثار أَنّ مَنْ قَرأْ آيَةَ الْكُرْسيِّ عند خروجه منْ مَنْزِله لمْ يُصِبْهُ شئ يَكرهَهُ حَتّى يَرَجَعَ مِنْ مَنسكه عَنْ جماعَةٍ ثُمَّ يَدْعُو بِحُصور قَلبٍ وإخلاصٍ بما تيسر منْ أُمُور الدُّنْيا والآخرَةِ وَيسالُ الله تَعَالَى الإِعِانةَ وَالتَّوْفِيقَ فِى سَفْرِهِ وَغَيرهٍ مِنْ أُموره. فَإِذا نَهَضَ مْن جُلُوسِهِ قال مَا رَوْينَا مِنْ حَديثِ أَنَسٍ رضى اللهُ


لم يتب ليخلدنه فى الحبس وليحرمنه العطاء ثم قاتل الخوارج فى الساعة التى نهاه عنها فظفر بهم وهى وقعة النهروان الثانية ونقل ابن رشد أن مالكاً رحمه الله تعالى لم يكن يكره شيئاً فى يوم من الأيام بل كان يتحرى الأربعاء والسبت أى رداً على من يتشاءم بهما. وأراد ملك غزواً فى وقت فحذره المنجمون منه فأنشد :

دع النجوم لطرقى يعيش بها وانهض بعزم صحيح أيها الملك

إن النبى وأصحاب النبي نهوا عن النجوم وقد أبصرت ماملكوا

فخالفهم وظفر وغنم ( قوله الرابعة عشرة يستحب إذا أراد الخ ) وقع فى بعض نسخ الكتاب تصحيح خبر ما خلف أحد عند أهله أفضل من ركعتين الخ وحكى بعضهم أنه يقرأ فيهما المعوذتين وآخرون أنه يقرأ فيهما لإيلاف قريش والإخلاص فينبغى الجمع بين ذلك فيقرأ فى الأولى لإيلاف قريش ثم الكافرون ثم قل أعوذ برب الفلق وفى الثانية قل هو الله أحدثم قل أعوذ برب الناس وفى حديث فى تاريخ الحاكم ما استخلف عبد فى أهله من خليفة أحب إلى الله تعالى من أربع ركعات يصليهن فى بيته إذا شد عليه ثياب سفره ويقرأ فى كل واحدة بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد ثم يقول اللهم إنى أتقرب إليك بهن فاخلفى بهن فى أهلى ومالى فهن

44