وأعلم أيها المطلع ثبتنا الله وإياك والمؤمنين على الحق القويم والصراط المستقيم أن هذا العالم عظيم القدر قد ثبته الله لاتباع قرناء الذكر المبين عترة سيد المرسلين صلى الله عليه وعليهم أجمعين ، لأجل ذلك منحه الله التنوير ، وقد أخبرني حي جدي يحيى بن عبدالله مرغم أبو الوالد لما بلغ الوالد من العمر إثنتي عشرة سنة أوصله جدي إلى رحبان غلى النجمين الزاهرين ، والبدرين النيرين ، الزاهدين العابدين السيدين القاسم بن إبراهيم الهاشمي وأخيه إسماعيل بن عبدالله الهاشمي ليدعوان له بأن يرزقه الله العلم الشريف وحب آل محمد فقالا: ما أوصلك في هذا الوقت ؟ فقال : تدعوا لولدي محمد . فقالا : ما أ,صلك إلا هذا ؟ فقال مقاسما ما أوصله إلا ذلك ، فرتبا عليه ، ودعوا له ، فأجيبت دعوتهما ، وكان كما أحب له أن يكون ، وهو بسبب الدعاء من العترة المطهرة ، رزقنا الله بأسرارعلومهم علوم الشريعة ، وجعلنا من شيعتهم إنه على كل شئ قدير .
وقد كان له بركة في أوقاته فيما عرفته وشاهدته من أعماله كأن يستيقظ من نومه ذاهبا إلى المسجد المعروف بمسجد بير الشريفة ، فيصلي الفجر ، ثم يبدأ التدريس ، فيدرس ثلاثة معاشر . عرفته يدرس سيدي العلامة صلاح بن محمد الهاشمي شرح التجريد وحديقة الحكمة ، والشافي وكلها للإمام عبدالله بن حمزة ، ثم يتناول الإفطار في بيته ، فيذهب غلى جامع مولانا أمير المؤمنين يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم صلوات الله عليه ، فيدرس مايزيد على ستة دروس في الجامع الكبير برحبان بير الشريفة مع كثرة الطلبة ، ومع ماكان يقوم به من الإرشاد وتعليم الصلاة للعوام ، والإجابة على الفتاوى التي ترد عليه من كل بلد .
وعلى الجملة فما كانت أوقاته تذهب إلا في رضاء الله سبحانه .
Page 7