Hasana Wa Sayyia

Ibn Taymiyya d. 728 AH
73

Hasana Wa Sayyia

الحسنة والسيئة

Chercheur

-

Maison d'édition

دار الكتب العلمية،بيروت

Numéro d'édition

-

Lieu d'édition

لبنان

Genres

Soufisme
أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ [المؤمنون: ٥١ ٥٣] . قال قتادة: أي دينكم دين واحد، وربكم رب واحد، والشريعة مختلفة. وكذلك قال الضحاك عن ابن عباس: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ أي: دينكم دين واحد. قال ابن أبي حاتم: وروى عن سعيد بن جبير، وقتادة وعبد الرحمن بن زيد نحو ذلك. وقال الحسن: بين لهم ما يتقون وما يأتون، ثم قال: إن هذه سنتكم سنة واحدة. وهكذا قال جمهور المفسرين. والأمة: الملة والطريقة، كما قال تعالى: ﴿قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُون﴾ [الزخرف: ٢٢]، ﴿مُّقْتَدُونَ﴾ [الزخرف: ٢٣]، كما يسمى الطريق: إمامًا؛ لأن السالك فيه يأتم به، فكذلك السالك يؤمه ويقصده. والأمة أيضًا: معلم الخير، الذي يأتم به الناس، كما أن الإمام: هو الذي يأتم به الناس. وإبراهيم ﵇ جعله الله إمامًا، وأخبر أنه ﴿كَانَ أُمَّةً﴾ [النحل: ١٢٠] . وأمر الله الرسل أن تكون ملتهم ودينهم واحدًا، لا يتفرقون فيه، كما في الصحيحين عن النبي ﷺ أنه قال: " إنا معشر الأنبياء ديننا

1 / 89