وقد صودرت أموالهم، وأصبح من لم يقتل منهم يستجدي، وشوهدت أم جعفر تستجدي غنيا يوم الأضحى؛ فسألها عن حالها، فقالت: «والله لقد جاء علي يوم مثل هذا وعندي أربعمائة وصيفة، وأنا أستقلهن، وأذبح الذبائح الكثيرة، وأوزع اللحوم، واليوم لا أملك إلا فروتين أفترش إحداهما وألتحف بالأحرى، وهكذا تعامل الأيام!»
وكان للبرامكة حفيد اشتهر بالشعر والظرف يلقب جحظة البرمكي، وهو أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى البرمكي، وكان يستجدي الأمراء بعد أن كان الشعراء يستجدون آباءه، ويعتز بالنسب إليهم، ويبكيهم على ما فعلت الدنيا بهم كقوله:
أنا ابن أناس مول الناس جودهم
فأضحوا حديثا للنوال المشهر
فلم يخل من إحسانهم لفظ مخبر
ولم يخل من تقريظهم بطن دفتر
وقوله:
أصبحت بين معاشر هجروا الندى
وتقبلوا الأخلاق من أسلافهم
قوم أحاول نيلهم فكأنما
Page inconnue