81

Guerre et Paix

الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة

Genres

وابتسمت وهي تشير بسبابتها إلى صدارة زوجها، وقالت: ما هذه اللطخة التي على صدارتك؟ أتعشم أن تكون من مرق الطعام!

وعاد الحزن يسدل أستاره على وجهها فأعقبت: إليك ما أريد؛ إنني في حاجة إلى المال.

فأخرج الكونت حافظة نقوده، وهو يقول: حالا، حالا. آه أيتها الكونتيس الصغيرة!

غير أن الكونتيس الصغيرة قاطعته قائلة: ذلك أنني في حاجة إلى أكثر من المعتاد، إلى خمسمائة روبل.

وراحت تدلك بمنديلها المصنوع من قماش «الباتيست» اللطخة التي على صدارة زوجها، فهتف هذا: فورا يا عزيزتي، فورا.

وصاح شأن من تعود أن يهرع الناس تلبية لأول نداء يصدر عنه: هولا، ليأت أحد! ابعثوا في طلب ميتيا.

ودخل ميتيا بخطواته الخفيفة المكتومة، وكان فتى فقيرا تعهده الكونت وأقامه أمينا على بيته فقال له الكونت: اسمع يا عزيزي، ائتني ب... - وراح يفكر برهة - بكم؟ آه، بسبعمائة روبل، نعم سبعمائة روبل، واحذر أن تكون أوراقا قذرة أو ممزقة كما حدث في المرة الأولى، أريدها جديدة كل الجدة؛ لأنها للكونتيس.

فأعقبت الكونتيس، وهي تزفر زفرة حرى: نعم، أرجو ذلك يا ميتيا، اعمل على أن تكون جديدة ونظيفة.

سأل ميتيا: متى تريدها يا صاحب السعادة؟

ولما رأى أن الكونت بدأ يتنفس بصعوبة، وهو نذير غضبه، أردف يقول مستدركا: لا تنزعج، لقد أسأت الفهم، إنك تريدها فورا، أليس كذلك؟ - نعم، نعم، أحضرها وأعطها للكونتيس.

Page inconnue