Le Mouvement de Traduction en Égypte au XIXe Siècle
حركة الترجمة بمصر خلال القرن التاسع عشر
Genres
4 «كتب الخوجة الفرنساوي بأن تلامذة الفرقة الثالثة صاروا متقدمين، ومرغوب تمرينهم في التراجم من اللغة المذكورة إلى اللغة العربية، وأن الترجمة تحتاج لاستعمال قواميس. فطلب عشرة قواميس بقطر (إلياس بقطر) وقاموس كازيمرسكي عربي فرنسي.» (5)
لم يقتصر تعليم اللغات في المدارس - إذا استثنينا اللغتين العربية والتركية - على لغة واحدة. فكان الطلبة يتعلمون أحيانا النمساوية أو الإنجليزية. حتى إن الخديو فكر في تعميم اللغة النمساوية كما شرع في تدريس اللغة الحبشية، وأخذت بعض المدارس الأوروبية تدرس خمس لغات أو ستا في برامجها مع الإقلال من الفنون الأخرى. (6)
كانت جميع المدارس الابتدائية والتجهيزية والخصوصية تعلم طلبتها اللغة الفرنسية، وكان تدريس هذه اللغة مقصورا في بادئ الأمر على مدارس العاصمة. فلم تمض فترة وجيزة حتى عممها الخديو، وجعلها تشمل مدارس الأقاليم، وكان غرضه من ذلك وضع أساس متين يساعد الطالب على فهم ما يدرسه عند الضرورة. (7)
اهتم إسماعيل بتعليم اللغة الفرنسية، وذلك بالنظر إلى أهمية مركز فرنسا الدولي وقتئذ وضعف النفوذ الإنجليزي في مصر، يضاف إلى ذلك إلى أن اللغة الفرنسية كانت منذ عهد محمد علي باشا لغة التخاطب بين الجاليات الأجنبية حتى إن المدارس الأمريكية والإيطالية واليونانية كانت تعلمها لتلاميذها. (8)
كان عدد الأساتذة الإفرنج قليلا بالنسبة لعدد المدرسين والمدارس، ومن العجب أن الحكومة لم تستغل كفايتهم في معظم الأحوال لتدريس اللغات الأجنبية؛ بل قام بهذه المهمة الدقيقة المدرسون المصريون المتخرجون في مدرسة الألسن في عهد محمد علي باشا. أما الأساتذة الأجانب: فقد استعانت بهم الحكومة في هذا العصر على تدريس الفنون التي أدخلها النظام الجديد، ولم يكن للمصريين خبرة بها. (9)
اقتضت الأحوال أحيانا تعيين معيد أو أكثر لمساعدة المدرسين الإفرنج، ولكن ظل عددهم قليلا؛ لأن الحكومة لم ترغب في الإكثار منهم. فقد حدث أن شكا المدرس الفرنسي بالمدرسة التجهيزية من عدم معرفة التلاميذ اللغة الفرنسية وعدم معرفته هو اللغة العربية، وطلب تعيين معيد له لتعريف التلاميذ ما يلقيه من الدروس، فلم تعين الحكومة معيدا خاصا؛ بل كتبت للمدارس الحربية تطلب تعيين أحد المصريين الملمين باللغة الفرنسية؛ ليذهب وقت الدرس.
5 (10)
وسواء أكان تدريس الفنون باللغة العربية أم بلغة أجنبية فإن الحاجة أصبحت شديدة إلى الكتب المعربة لبطء حركة التأليف. فاقتضت الضرورة إنشاء أقلام للترجمة في بعض المدارس، وهذه رسالة مؤرخة 2 ذي الحجة سنة 1281 من ناظر المدارس الحربية «يستعجل فيها موافقة الديوان على تشكيل قلم للترجمة تحت رياسة سليمان فوزي باش مترجم ورئيس التحريرات.»
6
وقد اقتبسنا من كتاب دور بك
Page inconnue