وقال الناس آمين. وحتى القضاة ابتسم باطنهم طوال الوقت، وحكموا عليه بعام واحد.
57
رجعت فلة إلى البدروم وهي لا تملك مليما واحدا. وجدت رعاية صادقة؛ جاءها الطعام، وحمل إليها الماء والوقود، وعبق مسكنها بالكلمات الطيبة. وانحسار الستر عن سر عاشور لم ينل من حب الناس له أو احترامهم، بل لعله خلق منه أسطورة أغنى بالبطولة والجود.
ولكنها قررت ألا تعيش على جود المحسنين، وأن تعمل في سوق الدراسة بعيدا عن الأعين.
واعترض طريقها درويش وقال لها بخشوع: قلبي معك يا أم شمس الدين.
فقالت له بحدة: اشمت بنا ما تشاء يا درويش!
فقال لها بحرارة: لا دخل لي فيما كان، ومحمود قطائف شاهد على ذلك. - ولكنه جاء على هواك. - سامحك الله! ماذا أفيد من سجنه؟! - لا تخف فرحك يا درويش.
فقال متوددا: سامحك الله. دعي الخصام واقبلي مشورتي. - مشورتك؟! - لا يصح أن تعملي في سوق الدراسة وحدك.
فسألته ساخرة: عندك عمل أفضل؟! - تحت رعايتي أفضل من العمل وحدك في سوق! - في البوظة؟! - مع الحفظ والصون!
فصاحت به: ملعون أنت في الدارين!
Page inconnue