انهال عليها ضربا وصفعا وركلا حتى تهاوت مغمى عليها. ومن خلال النار المشتعلة في عينيه حملق فيها ذاهلا. اعتقد أنها تحتضر أو أنها ماتت، وبسرعة تملص من هموم حياته ومن عذابات الحيرة؛ وثب من فوق أسوار الواقع فغادر المكان مكتظا بتصميم مدمر.
40
كان خضر سليمان الناجي مجتمعا بالدائنين في دكان شيخ الحارة عندما اقتحمها بكر. قبض بيده على سكين وثمل برحيق الجنون الأحمر. صاح: لقد قتلتها وسأقتلك يا تيس!
ووجه نحو أخيه ضربة. انحرفت الضربة بسبب تدخل البعض فاخترقت العمامة دون الرأس. تكالبوا عليه، انتزعوا السكين من يده، طرحوه أرضا. - جن الرجل. - بل هو مجرم.
رفع بكر رأسه عن الأرض قليلا وصاح: أنتم وراء المال ولو في بؤرة فسق!
وقال شيخ الحارة: نسلمه إلى القسم.
هتف خضر بجزع: لقد قتل زوجته. - يسلم للقسم.
وعاد بكر يصيح: جميعكم أوغاد وكلاب!
41
سرعان ما تكشفت الحقائق. لم تمت رضوانة كما توهم بكر. أطلقوا سراح بكر. توارى بكر عن الأنظار واختفى من الحارة.
Page inconnue