تمتم بكر: هي الحقيقة يا رضوانة.
رآها تتمخض عن تمثال للذهول، فقال بقهر ويأس وحقد: لا فتونة ولا مال ولا سعادة!
تساءلت بريق جاف: ولكن ... لكن كيف وقع ذلك؟! - كما يقع الشلل والفضيحة والموت، لم تتعجبين؟ ما هي إلا مغامرة أخطأت الهدف!
فقالت بعذاب: طالما حذروك من المغامرات!
فقال بازدراء: الذين لا يعلمون ينتقدون ويعظون ويحسدون، عليهم اللعنة!
وساد الصمت دقيقة فرقصت أشباح المخاوف، وارتطمت الأحلام المستحيلة بجدران الواقع الصلد المكفهر، ثم تساءلت: وماذا بعد؟ - سوف تصفى التجارة وتعرض جميع الأملاك في المزاد، أما بعد ذلك ..
وتوقف فتساءلت: أما بعد ذلك؟ - بعد ذلك ننضم إلى قافة المتسولين. - لا شك أنك تحاول إرعابي. - أحاول إيقاظك ليس إلا.
فصاحت: إنه جزاء الجنون.
فقال ساخرا: إنها التجارة فحسب، فيها شريك خفي هو القدر. - أنت الذي غامرت لا القدر. - وأنت طالما جحدت وتنكرت، ولكن لا شأن لذلك بالسوق.
فانهمرت دموعها وقالت: الآن أعرف كيف مات أبي.
Page inconnue