وغادر الرجل مجلسه إلى مخدعه، فقالت سنية لبكر: لا تنس أنك بكر سليمان شمس الدين عاشور الناجي!
وتمتم خضر : أجل.
فقال بكر وما زال متأثرا من غضبة أبيه: ولكني تاجر ومن آل السمري أيضا.
13
وقررت سنية هانم أن تفرح ببكريها. وكانت معجبة برضوانة رضوان كريمة الحاج رضوان الشوبكشي العطار فخطبتها له. لم يرها بكر من قبل، ولكنه كان يثق بشهادة أمه.
وكان الحاج رضوان الشوبكشي واسع الثراء وفير الذرية وعاشقا للهو والطرب. وزفت رضوانة إلى بكر، وخصص لهما جناح في الدار.
14
بزواج بكر وفد إلى الدار جمال جديد. فرح بها بكر وعشقها من أول ليلة. كانت ذات عينين زرقاوين وشعر ذهبي. ذات قامة فرعاء رشيقة. شيء واحد ضايق بكر مضايقة عابرة؛ أنها كانت تماثله في الطول، وتبدو أطول منه بحذائها ذي الكعب العالي. وقالت له أمه تطمئنه من ناحية أخرى: ستجدها ذات قابلية للامتلاء، وستصير مع الأيام في وزن أمها بإذن الله.
وكانت العروس تتعثر في الحياء ولا تكاد تنظر في وجه أحد، ولكنها مع الأيام بدأت تكتشف ما حولها، وتحدق بنظرات نافذة في وجه الأب العملاق، وخضر شقيق زوجها، وسائر الأشياء المحيطة بها.
وقال خضر لأمه مرة: العروس لا تستقر.
Page inconnue