La valise bleue
الحقيبة الزرقاء: رواية عصرية أدبية غرامية
Genres
فقاطعها قائلا: صدقت ، ولا يليق بحبيبة إدورد سميث؛ فصبرا يا لويزا.
ثم استأنفت قائلة: وقد أتيت مع روبرت اليوم ومنذ هنيهة حملته أن يذهب إلى الصيد لكي يخلو لي المقام وألتقيك في الموعد المعين، ولو لم تقض الضرورة بهذا الاجتماع لما طلبتك. ماذا جرى برسالتي لك؟ - ها هي.
فتناولتها من يده، ومزقتها حتى صارت هباء ونثرتها. - لا بد أن تدعو الضرورة أن نجتمع يا لويزا؛ لكي نتفاوض بشأننا فكيف أرسل لك خبرا؟
فكرت لويزا هنيهة ثم قالت: اقصد إلى الأوبرا، أو إلى حيث يمكن أن أراك، فإذا رأيت في صدرك وردة صفراء عرفت أن أمرا يقضي باجتماعنا، فأكتب إليك عن الميعاد والمكان الممكنين للقائنا. - ولكن قد تغير عنواني. - ما هو الآن؟ - لا أدري. - كيف لا تدري؟ - لأني صممت الآن ألا أعود إلى بيت خالي بعد. - لماذا؟ - لأني أود أن أعيش مستقلا معتمدا على نفسي. - ماذا تفعل؟ - لا أدري. - أين تسكن؟ - لا أدري. أول رسالة ترسلينها لي أتناولها من دار البريد نفسها، ومتى اجتمعنا ثانية تعلمين عنواني.
تأملت لويزا برهة ثم قالت: لماذا تنفصل عن خالك يا إدورد؟ - لكيلا أكون أسيره على الدوام. - بماذا يأسرك؟ - ما دمت عنده ينصح لي أن آخذ ابنته محفوفة بمال ومجد، أما المال فأعلم أنه وفير، وأما المجد الموعود به فلا أعلمه.
فهبط قلب لويزا عند هذا القول، ولكن تجلدت قائلة: أهذا هو الأسر؟ - بل هو الموت. - بماذا تعاب ابنة خالك؟ - تكاد تكون العذراء مريم. - عجيب! كمال ومجد ثم موت يا إدورد! لماذا تأبى نصح خالك؟
فطفر الدمع من عينيه وقال: إذن لا تحبينني يا لويزا. - ويلاه! كيف أنا هنا ولماذا؟ - إذن كيف تطيقين أن أصغي إلى نصح خالي؟ - بربك لا أطيق. - إذن تمتحنين حبي؟ - بربك اغفر لي.
ثم سكتا هنيهة ولويزا اقتضبت ذلك السكوت. - أرى أننا نؤلف رواية حقيقية يا إدورد أو أننا نمثل دورا. - ماذا تعنين؟! - أرى أن المستقبل كثير الحوادث لنا، وربما كان بعضها محزنا. - أتظنين أن الحوادث تؤثر على حبنا؟ - كلا، وإنما أخاف عليك من استقلالك. - إذا كنت تخافين علي، فما أنا المستحق حبك يا لويزا. - أعندك مال تشتغل به؟ - ولا مال لأعيش يوما واحدا. - ويلاه! ماذا تفعل؟ أرسل لك مبلغا في أول الأمر. - أرده ولا تعودين ترين وجهي. - إذن علام تعتمد؟ - على نفسي الكبيرة وعقلي السليم.
فتمتمت قائلة: لا يجديان شيئا في أول الأمر، مهما كان المصباح وفير الزيت لا يشتعل إلا من لهيب الثقاب أولا. - اطمئني علي يا لويزا، فإذا لم أجعل نفسي رجلك الكفء فلا أستحق محبتك.
الفصل الثالث عشر
Page inconnue